شدد الشاعر مصطفى أبو الرز على أهمية توثيق سيرة المفكرين والأدباء والمثقفين، موضحا أن توثيقها أهم من توثيق أخبار الحكَّام والسلاطين، لأنه توثيق لفكر الأمة وتاريخها وسلفها، وتجسيد للعلاقة بين الأجيال. وقال خلال أمسية أقامها نادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء أمس الأول في مقره بالدمام، تحدث فيها عن كتابه «عبدالرحمن العبيد ودوره في المشهد الثقافي شهادات ودراسات»: يجب أن نعطي جانب التوثيق أهمية أكبر لأن أي إهمال يعد إهمال جزء من ثقافة الأمة وحضارتها. واستعرض أبو الرز في الأمسية، التي أدارها عماد العمران، عدداً من مناقب رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي الأسبق، بعد أن أوضح أنه كان في حرج في الكتابة عن الفقيد، كي لا يكتب فيه مجاملة تحسب ضده، لافتا إلى أن هناك عديدا من الروايات وردت في الكتاب تؤكد الموضوعية في الكتابة عن الفقيد. وقال إن العبيد يعد من أوائل الذين ساهموا في تطور الحركة الأدبية والثقافية في المنطقة الشرقية، وإنه تحدث في الكتاب عن ستين سنة في توثيق الحركة الأدبية للراحل، الذي وثق المشهد الثقافي في الخليج، مشيرا إلى أن للعبيد ريادة زمانية وريادة فكرية تتناول الخليج كوحدة واحدة. وعرض أبو الرز عددا من شهادات الأكاديميين والباحثين التي أوردها في كتابه، من بينها شهادات لحمد الجاسر وعبدالله شباط وعبدالله بن إدريس ومحمد عبدالمنعم خفاجي والدكتور عبدالله الحامد. وذكر أن «هناك بعض الشهادات التي نشرها عدد من المثقفين بعد وفاة الفقيد العبيد، منهم رئيس نادي الشرقية الأدبي (الحالي) خليل الفزيع الذي كتب عن الفقيد، وأورد عددا من مناقب الفقيد ومساهماته الثقافية على الساحة الثقافية والأدبية في المنطقة الشرقية ومساهماته في إنشاء نادي الشرقية الأدبي حتى تحقق حلمه واستطاع أن ينقل الحركة الأدبية والثقافية في المنطقة إلى مستويات رفيعة». وأوضح أن حمد القاضي تحدث عن العبيد، وقال إنه خدم تاريخ وأدب المنطقة الشرقية وكان أحد الرواد الذين خدموا الحركة الأدبية والثقافية في المملكة. وبين أن الدكتور سعيد أبو عالي أشار إلى دور الفقيد وحسن تعامله، إذ كان عميق الثقافة وسيع المعرفة وشاعرا وباحثا له ذوق أدبي عال، و دور مؤثر في تاريخ المنطقة وثقافتها. وأشار إلى أن محمد المشوح قال إن الفقيد له تأثير في نشأة وقيام الصحافة السعودية وكان له في دور في إصدار جريدتي «أخبار الظهران» و»الخليج العربي»، اللتين كانتا مملوءتين بمشاركات العبيد، كما كان الفقيد من أوائل الذين أسسوا مكتبة ثقافية في المنطقة الشرقية، وحصل على الموافقة لتأسيس جريدة «الجبيل»، ثم شارك في الإشعاع الفكري العربي. ووقع أبو الرز في ختام الأمسية على نسخ من كتابه للحضور، بعد أن تسلم درعاً تكريمية من رئيس النادي خليل الفزيع.