وترجل الشيخ… كان نبراساً يُقتدى به.. وقلباً كبيراً يتسع للجميع.. كان صافياً نقياً في تعامله.. قدوة في كل شيء.. وأباً للجميع.. أحبوه مثلما أحبهم.. وكان معطاء ولا يرجي مقابلاً.. رحم الله الشيخ عبدالله بن إبراهيم المبارك.. هامة من هامات العلم.. علم من أعلام الأحساء.. وقد تعدى علمه الأحساء. عرفه الجميع وتعلموا من علمه وأدبه وأخلاقه.. تنعيه الصفات الحميدة.. لقد فقدت مثالها الذي يُحتذى به.. رحم الله الشيخ.. لي معه مواقف متعددة.. يبهرني يوماً بعد يوم.. يلهمني حتى بعد وفاته.. لقد أعطاني يوماً مقالاً أعجبه وأثنى عليه.. قرأته مرة ولم أفهم مغزى الشيخ.. ولكنني فهمته بعد أن قرأته عدة مرات لما يحويه من خفايا بين السطور ورسائل مبطنة أرادني أن أستوعبها… وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حكمة الشيخ وبُعد نظره.. هو أستاذ للجميع رحمه الله… وقد حضرت مجلسه ذات سبت.. وانبهرت بكمية العلم في مجلسه.. حيث القصائد تتناثر من الصغير والكبير.. والجميع يثني على الجميع ويشجعه.. إنها روح الشيخ التي امتدت إلى أبنائه وأصدقائه.. تشجيع الصغار وتوجيه الكبار.. رحم الله الشيخ.. فقد كان يكرم ضيفه.. ويبادر بالسؤال عن المريض.. ويحب للآخرين ما يحبه لنفسه… لم أشهده يوماً يخاصم أحداً.. رحم الله الشيخ.. لقد رحلت روحه وبقيت سيرته العطرة.