(لاحول ولاقوة إلا بالله) أنت خلقتنا ولك محيانا وإليك مماتنا لا راد لقضائك وقدرك يارب العالمين. انتقل إلى رحمة الله يوم الجمعة الموافق 2-10-1434ه، 9-8-2013م الشيخ فهد بن سعود السويلم غفر الله له عن عمر يتجاوز 105 سنوات وصلي عليه يوم السبت الموافق 3-10-1434ه 10-8-2013 م، بعد صلاة العصر في جامع الملك خالد بأم الحمام بالرياض ودفن في مقبرة الدرعية. قال الشافعي: (دع الأيّام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء ولاتجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء وكن رجلاً على الأهوال جلداً وشيمتك السماحة والوفاء) فالحديث عن خصال الشيخ فهد بن سعود السويلم ومحاسنه وسماته ومزاياه وصفاته يعجز عنها اللسان ففقيدنا الراحل يحتاج إلى صفحات كثيرة لذكرها، ولكن نكتفي ببعض منها لأفعاله وأعماله الخيّرة النبيلة فإن ذلك هو الدليل الدافع لحبه لفعل الخير والمكانة التي كان يتمتع بها طوال حياته رحمه الله رحمة واسعة. لقد شهد لهذا الإنسان الكثيرون بالمواقف الإنسانية النبيلة التي خلفها وراءه.. أقول: إننا فقدنا رجلاً أميناً مخلصاً فاضلاً عزيزاً عطوفاً شفوقاً بشوشاً باراً لا يعوّض، وفقدنا إنساناً قلّ أن يجود الزمان بمثله.. إنني مهما قلت وكتبت عن خصاله وسماته فلن أوفيه جزءاً يسيراً من حقه، إنه رمز للوفاء والشهامة ونبراس للأعمال الخيرة الإنسانية النبيلة، وحبيب مقرّب من الناس وعاشق لأعمال الخير لا يبحث عن سمعة أو رياء يعمل الخير ولا يريد إلا جزاء رب العالمين. باختصار رجل متواضع مهيب في نبل رفيع بشوش لا يطلبه أي إنسان في شيء إلا وتجده ملبياً له دون انتظار شكر أو مديح. كان وفياً أميناً حنوناً كريماً لمن يأتي إليه. عاش حياته في بيت صلاح وتقى وعبادة، وكان إنساناً شهماً متواضعاً لطيفاً ابناً وأخاً للكبير وأباً للصغير.. صديقاً للجميع طيّب المعشر ليّن الجانب كيّس فطن، صاحب حنكة وبصيرة ثاقبة لا يمل مجلسه وحديثه ويعطي كل من يقابله حقه من المعاملة الحسنة وينزل الناس منازلهم ويعرف لهم قدرهم ويقضي حوائجهم.. وكانت الابتسامة لا تفارق محيّاه دائماً ويلبي دعوة من دعاه، وقد تقلد رحمه الله عدة مناصب في الدولة منها: عمل في أمانة مدينة الرياض قسم شؤون المياه, ثم محافظاً لمحافظة الخرج وثم لمحافظة شقراء، وخدم وطنه مدة 53 عاماً دون كلل أو ملل دافعه في ذلك الإخلاص، وأن العمل أمانة و حب لخدمة الوطن والمواطن. بيته ومكتبه مفتوحان وأذنه صاغية، ورع تقي فكان قريباً من الناس، له حضور أخاذ لدى المستمع والمشاهد وكان يأتي إلى عمله مبكراً ولا ينصرف حتى يقضي جميع أعمال يومه.. يتألم لما يؤلم الناس ويفرح لهم بما يفرحهم ويتفقد أحوالهم. محل ثقة وتقدير من الجميع ومن يعرفونه كان يَنصح بِنصح المحب ومحبة الناصح ويعطف على الجميع وييسر لهم أمورهم ويسد لهم حاجاتهم بقدر ما يستطيع.. ويجل العلماء وطلاب العلم ويدنيهم منه ويحترم أراءهم وينصر المظلوم ويردع الظالم، ويجادل بالتي هي أحسن ويدفع السيئة بالحسنة. نعزي فيه أنفسنا ومن فقده ممن أحبوه وأحبهم وجميع أسرة آل سويلم في كل من الرياض والقصيم والأحساء وجدة وجميع أنحاء المملكة، وأخص بالعزاء أبناءه الأستاذ محمد والمهندس عبدالله وأخواتهم، ومحبيه وأصدقائه وزملائه وجيرانه، سائلين الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان وأن يرحمه الله رحمةً واسعة، ويرفع درجاته يوم يلقى ربه وأن يسكنه وجميع المسلمين دار كرامته. فإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنّا على فراقك يا أبا محمد لمحزونون.