سيبدأ تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين النظام السوري والثوار المحاصرين داخل حمص خلال ال 48 ساعة المقبلة، في وقت يسعى النظام للإعداد لانتخابات رئاسية من المرجح أن يفوز بها بشار الأسد لفترة رئاسية ثالثة. وقال عضو المجلس الوطني السوري غسان المفلح ل «الشرق»: إن الاتفاق الذي وافق الثوار فيه على الانسحاب من المدينة المحاصرة بعد صمود أسطوري طوال سنتين، ليس وليد اليوم وإنما هو محصلة لاستراتيجية وقف الدعم عن الثوار والجيش الذي نفذ على حمص بشكل كامل، وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تطيل من عمر النظام واستمرار الصراع في سوريا، واستمرار لحالة الصوملة التي فرضتها السياسة الأمريكية على الصراع السوري. وأكد المفلح أن صمت المجتمع الدولي عن تدخل حزب الله والحرس الثوري الإيراني والمليشيات العراقية في الصراع إلى جانب الأسد، يأتي ضمن هذا الخيار لإطالة أمد الصراع وتوسيعه ليشمل دولاً أخرى في الشرق الأوسط في مراحل متقدمة. وأضاف المفلح أن النظام يريد إحكام سيطرته على حمص نظراً للوجود الكبير لأبناء الطائفة العلوية في المدينة والقرى المحيطة بها، وإبقاء سيطرته على الطريق الدولي بين الساحل ودمشق لضمان استمرار تدفق الأسلحة من روسيا عبر البحر. وقال المفلح إن النظام يسعى لفرض سيطرته على حمص وحلب قبيل الانتخابات الرئاسية المزمعة بداية الشهر المقبل، في محاولة منه لإعادة ترميم صورته أمام مؤيديه وأمام المجتمع الدولي وأمريكا بشكل خاص؛ لفرض واقع جديد من شأنه أن يغير معادلة التفاوض والحل السلمي الذي ما زال الغرب يبحث عنه. ويرى المفلح أن الموقف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية لن يتغير من الثورة السورية ولا من تسليح الثوار، وأن لا رغبة لدى أمريكا في إسقاط نظام الأسد أو تغييره، وأشار إلى أن نظام الأسد هو خيار استراتيجي لأمريكا وإسرائيل كركيزة لنظام إقليمي بدأ تأسيسه عام 1974 مع اتفاق فصل القوات في الجولان بعد حرب 1973 الذي رعاه وزير خارجية أمريكا الأسبق هنري كيسنجر، وأكد المفلح أن أمريكا لن تسمح بأي تغيير في سوريا لا يضمن المصالح الأمريكية الإسرائيلية. وقال المفلح إن الشعب السوري أصبح بين المطرقة الأمريكية وسندان الأسد وحلفائه في طهران وموسكو، وأكد أن لا خروج من المأزق إلا بتشكيل تحالف سياسي يضم جميع القوى الثورية والعسكرية، وتشكيل جيش تحرير وطني لإنقاذ سوريا من حكم الأسد، وتحريرها من المليشيات الإيرانية والطائفية.