قبل أن أشرع في كتابة المقال ذهبت لأسأل (العم قوقل) عن تاريخ نشأة المسرح في السعودية وإذ به يقول إنه في عام 1928م ولدت في مدينة القصيم أول مسرحية بعنوان «حوار بين جاهل ومتعلم» أمام الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه . وبالإستعانة بالآلة الحاسبة يظهر أن عمر المسرح السعودي الآن هو 86 عاماً (عام ينطح عاماً).. ومع هذا الرقم أترك لك عزيزي القارئ الوقت لتبحر في ذاكرتك بحثاً عن أهم أعمال المسرح السعودي التي لايزال أثرها وتأثيرها باقياً في الناس والشارع. قد تكون الأسباب والظروف التي تعيق مسيرة الفنون بشكل عام في البلد متشابهة لحد كبير، ابتداءً من عدم وجود معاهد لهذه الفنون مروراً بالتجاهل الحكومي لها وصولاً للارتياب المجتمعي حولها. ومن هنا قد أجد لك العذر عزيزي القارئ إن لم تستطع تجاوز أصابع يدك الواحدة في عدّ أهم أعمال المسرح السعودي منذ ولادته حتى اليوم. هناك محاولات رائعة للقفز بحركة ورؤية المسرح لدينا ولعلي هنا أذكر الممثل بادي خلف التميمي أحد أبناء المدينةالمنورة الذي قادته موهبته لتكريمه في مهرجان الجنادرية لأكثر من مرة على الرغم من الإمكانيات البسيطة المتاحة له والظروف الصعبة التي تحيطه والمجهودات الشخصية التي يقوم بها هو وزملاؤه لتقديم أعمال تليق بالمدينة كاسم وأيضاً كمكان يستوعب جميع الثقافات والأجناس على مدى 1435 عاماً مضت. لكن تظل هذه المحاولات الرائعة فرديةً لاتضيف إلى السيرة الذاتية للمسرح السعودي بقدر ما تضيف لسيرتها الشخصية التي أكن لها شخصياً كل الاحترام والتقدير. وفي اعتقادي الشخصي.. أن المسرح الجامعي – إذا سلّمه الله من الأدلجة – فهو قادر على إنعاش الحركة المسرحية في البلد إذا قادت الحريّة مخرجه وكاتبه وممثله وتوفرت لهم البيئة المناسبة والجاذبة للإبداع والتفكير. كل ما كتبته أعلاه لا يكتمل عقده ما لم تتغير ثقافة المسرح في أذهان العامة من الناس إذ يعتقد كثير منهم أن المسرح يعني الضحك والترفيه وهذا ما ساهمت مع الأسف الشديد كثير من الأعمال المسرحية لدينا في تسويقه، وهذا ما يعيد إلى ذهني في نهاية المقال مسرحية «حوار بين جاهل ومتعلم».. أول مسرحية سعودية لم تنته حتى الآن.!