قادت معلومات خاطئة في كتاب عن المسرح السعودي، الكاتب والمخرج المسرحي علي عبدالعزيز السعيد، إلى تأسيس أول أرشيف سعودي يُعنى بالإنتاج المسرحي السعودي، وبدأ أول مراحل الأرشفة في عام 1414ه، وجمع إلى الآن أكثر من ألفي مادة مسرحية، بين صور وتسجيلات فيديو وكتب ومنشورات وأخبار صحافية ودراسات. وفيما بدأ العمل كفكرة شخصية، استمر على ذات المنوال دون أن يكون هناك راعٍ أو داعم له. ولا يعوِّل السعيد على دعم أي جهة، كما لم يطلب دعماً مادياً، وقال ل «الشرق»: لم أتقدم بطلب دعم، لذلك لا أستطيع الحكم على رد فعلهم، إلا أن جمعيات ثقافية أسهمت في دعم الأرشيف بالمواد المسرحية، ومن أبرز من تجاوب معي فروع جمعية الثقافة والفنون في الدمام والأحساء والطائف، مضيفاً: لا أستطيع الحكم على الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة ووزارة الثقافة والإعلام لعدم تفكيرهم في إنشاء أرشيف للمسرح. واستعرض السعيد، لأول مرة منذ إنشائه الأرشيف، محتوى الأرشيف والدافع لإنشائه، في أمسية «أرشيف المسرح السعودي»، أقيمت مساء أمس الأول في نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وقدم الأمسية سعيد آل سفر. وأوضح أن فكرة إنشاء الأرشيف جاءت بعد صدور كتاب «المسرح السعودي دراسة نقدية» لمؤلفه نذير العظمة، الذي احتوى على نتائج خاطئة بسبب معلومات خاطئة، ما دفعه إلى تتبع الإنتاج المسرحي وتوثيقه وأرشفته، مبيناً أن محتوى الأرشيف بلغ أكثر من ألفي مادة أرشيفية، من صور وفيديو ودراسات وكتب وغيرها. ورأى أن الأرشفة غائبة عن اهتمام المسؤولين، مشيراً إلى أن إحدى الوزارات حين أرادت الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة عن طريق نشر أول مطبوعة لها، لم تجد أي نسخة منها، إلا في مكتبة الكونجرس الأمريكي، ما يعني عدم اهتمامها بأرشفة أنشطتها. وأبدى السعيد خشيته من تسليم أرشيفه إلى جهات رسمية، معللاً ذلك بعدم اهتمامها بذلك، وربما ضياعه، مرجحاً في حال نيته عمل ذلك تسليمه إلى مكتبة الملك فهد الوطنية، كما بيَّن أنه يدرس فكرة التقدم بالأرشيف، كمشروع وطني، لوزارة الثقافة والإعلام لدعم الحركة المسرحية. ويعمل السعيد في الوقت الراهن، إلى جانب جمع المواد الأرشيفية، على تحويل محتوى الأرشيف إلى صيغة رقمية من خلال استخدام الماسح الضوئي. وألمح إلى دور الأكاديميين في المسرح السعودي، عبر الدراسات النقدية في النصوص، مبيناً أن ترجمة النصوص المسرحية إلى العربية في المملكة قليلة جداً، لافتاً إلى أن الأرشيف يضم 23 عملاً مسرحياً مترجماً، مشيراً إلى صدور مجلتين متخصصتين في المسرح، توقفتا كلتاهما: الأولى «الورشة» في الطائف وتوقفت بعد صدور عددها الثالث، والثانية «الستارة» توقفت بعد صدور عددين فقط. ويضم الأرشيف 98 عملاً مسرحياً مرئياً، ونحو 312 نصاً مسرحياً (مخطوط، ومنشور). وسعى السعيد إلى تحقيق هدفين من أرشيفه، الأول توثيق الحركة المسرحية، والآخر خدمة الباحثين والدارسين في مجال المسرح وبشكل خاص المسرح السعودي. وقسم الأرشيف إلى 11 قسماً: النصوص الإبداعية لكتاب سعوديين، وكتب ودراسات تناولت المسرح السعودي، والنصوص والكتب والدراسات المترجمة والمنشورة في المملكة، ونصوص وكتب ودراسات مسرحية لكتاب عرب منشورة في المملكة، والبروشورات والمطويات، والمجلات والنشرات المسرحية، والملصقات والملفات، والعروض المسرحية المصورة (مكتبة فيديو)، والصور الفوتوغرافية، والمسرح السعودي في الصحافة. وألحق بالأرشيف مكتبة تضم أكثر من ألفي عنوان في مختلف مجالات المسرح. واستفاد من الأرشيف أكثر من 23 دراسة وكتاب ومعرض محلي ودولي، إضافة إلى رسائل الماجستير والدكتوراة. وأرَّخ السعيد للمسرح السعودي ضمن أرشيفه، وأرجع أول نشاط مسرحي إلى عام 1346 هجرية، حيث أقيم نشاط مسرحي في مدرسة أهلية بعنيزة، كما قدمت المدرسة ذاتها في عام 1355ه مسرحية «بين جاهل ومتعلم» وشهدت حضور المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود.