ثمة سؤال ينزف في أعماقي، ويجرح مثل السكين في خاصرة الأحداث المتسارعة، لماذا هنا في بلدي بالذات كورونا؟ ولماذا النسبة ترتفع. تُخيف. تخلق البلبلة؟ أين خلية الأزمة التي يفترض أن تكون؟ وسلاح الحدود لماذا كثر استهداف جنودنا البواسل؟ الذين يرابطون ليل نهار في الأودية وفي الجبال والأحراش من أجل حماية الوطن والمواطنين. ومن ثم تكون الجريمة ضد مجهولين؟ هل هم مهربون أم حوثيون أم نزاع حدودي لجر البلد لحرب ثانية أم استخبارات أجنبية لزعزعة استقرارنا؟ تشابكت خيوط الأسئلة وغابت الحقائق في خضم الواقع. هناك نقطة التقاء بين وباء كورونا وبين اغتيالات رجال سلاح الحدود. ألا وهي أنهما يتفقان في «مجهول المصدر» وطريقة العلاج المتقاعسة؟! حتى غدا شر البلبلة ما يبكي ويحزن. تعددت جرائم قتل حماة الوطن حرس البلد والشعب من قبل مجهولين لا أخلاق لهم ولا دين. وبنفس الأسلوب وفي ذات الأماكن والدوافع لا تخفى تقريباً على أحد.. ثم ها هو وباء كورونا ينتشر في ذهول من الناس وفي تقاعس من وزارة الصحة ولم يصدر من الجهات العليا وصناع القرار ما يثبّتوا به أفئدة المواطنين لو نفسياً على الأقل، من تكوين «خلية أزمة» وإعلان السرعة في اجتثاث هذا الوباء فوراً، والاستعانة بالخبرات العالمية في مكافحة مثل هذه الأوبئة! ولعلكم تذكرون أنفلونزا الخنازير والطيور كيف حشدوا لها جهوداً وجنوداً من الحملات الإعلامية الوقائية والطاقات البشرية الطبية والفنية ودفعت لها الملايين لتوفير كل ما يكفل الوقاية منها..! أما الآن فلم نسمع إلا تصريحات مرتبكة من وزير الصحة غير كافية، وبعض النشرات الملونة في كيفية الوقاية من كورونا وغسل اليدين جيداً وتعقيم أماكن المرض..! أما سلاح الحدود فيحتاجون إلى إعادة نظر في رواتبهم والرفع من مكانتهم ومعنوياتهم وتزويدهم بالأسلحة المتطورة وطيران مراقبة جوية وسياج حراري.. تطوير جهاز سلاح الحدود أصبح أمراً ملحاً. حتى يتم القضاء على أعداء الوطن وتتكسر النيات الخبيثة على صخرة الردع السريع والفوري.