الحق أن جميع السفراء الذين ترشحهم وزارة الخارجية لتمثيلنا كسفراء للوطن بالخارج وحماية مصالحنا ومصالح رعايانا، هم من خيرة موظفي الوزارة الذين تمرسوا العمل الدبلوماسي في العديد من السفارات السعودية، واكتسبوا الخبرات والمهارات التي تمكنهم من إدارة العمل الدبلوماسي قبل ترشيحهم كسفراء ورؤساء بعثات دبلوماسية أو قنصلية. إلا أنهم يختلفون بالقدرات الشخصية التي تتطلب ما هو أقصى من الحد الأدنى لمتطلبات الوظيفة وهذه طبيعة البشر فهم لا يتساوون في كل الصفات حتى ولو تلقوا نفس التدريب. والمشكلة أن بعضهم يكونون قد رشحوا للمنصب وهم في سن التقاعد، وبالتالي لا تتوفر لديهم العوامل المحفزة على الإبداع في العمل لقرب خروجهم من الوظيفة. فانتشار تواجد السعوديين بالخارج في الدول العربية والأجنبية، والدور الريادي للمملكة على المستوى السياسي والاقتصادي في العالم، يتطلب التركيز أكثر على سفراء القدرات، خاصة في الدول التي يوجد بها رعايا سعوديون بعاداتهم وقيمهم المختلفة، التي تتطلب من السفير بذل أقصى درجات العناية بالتعامل معهم، واحتواء مشكلاتهم وقضاياهم في الدولة المضيفة. أيضاً اهتمامات المملكة ومصالحها مع الدول تتباين حسب الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية، ويجب قبل تعيين السفير التأكد هل يملك التأهيل والقدرات اللازمة للاستجابة لمتطلبات اهتمامات المملكة في الدولة المعين بها، أم أن الظروف تفوق قدراته. جهود السفير بالخارج تظهر ويتناقلها الركبان كسيرة محمد الشبيلي يرحمه الله التي يستحيل أن يكررها الجيل الحالي لأنه محسوب على جيل العمالقة ممن صنعوا التاريخ، إلا أن نيل رضى الرعايا في الوقت الحالي سهل المنال، يمكن تحقيقه بالكلمة الطيبة، والباب المفتوح، و(الفزعة) عند الضيق، ومعيار الأداء السمعة والصيت الحسن.