احتفت إثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة في جدة مساء أمس الأول بالأديب الدكتور معجب الزهراني، حيث بدأت الأمسية بالتعريف بالضيف وعرض جانب من سيرته الذاتية وسط حضور كبير من المثقفين ورموز المشهد الثقافي. ورحب خوجة بالضيف الزهراني مبدياً في كلمةٍ ألقاها سعادته بأن حظيت مؤسسة الإثنينية بتكريم الزهراني الذي أثرى الساحة السعودية الثقافية والأدبية بإبداعاته ومزيد من الدراسات الأكاديمية البناءة، قبل أن يوجه راعي الإثنينية عتابا للإعلاميين الكبيرين عبدالله مناع وقينان الغامدي لاستئثارهما بالدكتور معجب وعدم تقديمه لمؤسسة الإثنينية زمناً طويلاً، وعبر عن استيائه الشديد لجهله حسب تعبيره بأهمية وقامة الأديب الزهراني، ووعد الحضور بليلة ثانية يخص بها الزهراني، معتبرا أن ليلة واحدة لا تكفي لاستعراض شخصيته الثرية. ثم قدم الإعلامي د.عبدالله مناع كلمة أشاد فيها بالزهراني واصفاً إياه بعلم ورائدٍ من روَّاد التنوير، وقال معجب ليس ناقداً فقط بل مبدعا يتجلى ذلك في رواياته وإبداعاته الذهبية، وحكى د. مناع عن رحلته إلى فرنسا إثر دعوة اليونسكو له لتدشين الترجمة الفورية للغة العربية وأنه كان محظوظاً حين فوجئ بمعجب هناك الذي كان يدرس بالسربون. ثم تحدث الصحافي أ. قينان الغامدي مؤكدا على رجل التنوير والإبداع كما أسماه وأنه يدرس علم الجمال وهي مادة فلسفية إبداعية وأكد الغامدي أن تدريس الزهراني لها أثر في كتاباته وإبداعاته الأدبية، كما تحدث الغامدي عن شخصية الزهراني ذات الطابع العصامي وطالب الغامدي الزهراني بمزيد من الروايات والكتابة الإبداعية. ثم تحدث د. عبدالله ثابت عن تجربة معجب الزهراني في النقد العربي واستعرض كتابات الزهراني الأندلسية وتلك النصوص التي خاطب فيها الزهراني رموز الأدب الأندلسي كابن رشد وابن حزم وغيرهم. ثم تحدث الضيف الزهراني لنصف ساعة تناول فيها حديث الذكريات الذي انطلق من القرية حتى عواصم العالم المتقدمة، وبدأ الزهراني بحال جامعة الملك سعود حالياً بوصفها منفصلة عن الواقع وبين كلية التربية قديماً وهي التي تحولت إلى ذات الجامعة وقد كانت تمارس فيها حرية المعرفة وتمثل رقياً متناهيا ووصفها الزهراني بأنها كانت بيئة جامعية تعطي فكراً وملتقى للنظريات ومكاناً لممارسة الحريات، وعرض أبرز الأسماء التي درست بها، ثم استعرض الزهراني رحلته العلمية عبر فرنسا وجامعة السوربون وما حملت من ذكريات جميلة. ثم أوصى الزهراني بإعادة دراسة روايات غازي القصيبي بوصفها تجربة فريدة وسابقة لغيرها، ودعا لإطلاق البحث العلمي مؤكداً أنه السبيل الوحيد للنهوض بالوطن نحو نجاحات تواكب العالم وحذر بعبارة راقية من تداعي الثقافة والمعرفة والبحث العلمي وأن البديل سيكون الجهل والرجعية والعنف، وقال في عبارته «عندما تنهار السقوف لا تختار الضحايا».