أحيا عدد من المسرحيين يوم المسرح العالمي، مساء أمس الأول، في فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وسط غياب وجوه وقامات مسرحية كبيرة عن الحفل، الذي استمر نحو ساعتين، وبدأ بافتتاح معرض فوتوغرافي يؤرخ تاريخ المسرح في الجمعية منذ البدايات. وغلب على الحفل صفة «التواضع»، سواء من حيث العمل المسرحي المقدم، أو من حيث الحضور الذي كان مخيباً للآمال. ومر يوم المسرح العالمي، الذي يصادف 27 من شهر مارس، بهدوء، وما لفت الانتباه عدم حضور مسرحيين معروفين في المنطقة الشرقية، أو حتى حضور أعضاء فرق مسرحية تنتشر في قرى ومدن المنطقة، واقتصر الحضور على عدد من المسرحيين من مخرجين وممثلين وكتاب، إضافة إلى بعض المهتمين وصحافيين. وقدم ممثلون، بعضهم خريجو دورة تمثيل، مشهداً مسرحياً، بدأ أول مشاهده من خارج قاعة المسرح، وصولاً إلى داخلها، وعمد معدو العمل المسرحي إلى تغيير خارطة المقاعد، ومثَّلوا مشاهدهم وسط الجمهور، وختموا التمثيل بالصعود إلى خشبة المسرح، حيث ختم الحفل بإلقاء كلمة يوم المسرح العالمي، وتناوب على إلقائها عدد من الممثلين والمخرجين والكتاب. ولخصت المسرحية قضايا المسرح التي يشكو منها، كغياب المقر الدائم والتجهيزات اللازمة، والدعم الذي لا يوفِّي المسرح حقه، وإهمال دعم المسرحيين معنوياً ومادياً. وعلى الرغم مما ظهر من جهد على العمل المسرحي، الذي كتب السيناريو الخاص به الفنان المسرحي عبدالباقي البخيت، في نقل الرسالة، إلا أنه لم يلقَ قبولاً لدى بعض من حضر، وعبر عن ذلك الكاتب المسرحي عباس الحايك، وقال إن «العمل محبط، ولم نكن ننتظر ذلك في اليوم العالمي للمسرح»، مضيفاً: «في السنوات الماضية شهدنا حالة احتفائية أفضل مما رأيناها». ويظهر أن المسرحية أعد لها في وقت متأخر، لم يتجاوز الخمسة أيام، إخراجاً وإعداداً، وأوضح الفنان عبدالباقي البخيت -كاتب العمل- أن الأمر كان سريعاً، «وطُلِب منا في وقت قصير إعداد عمل مسرحي وإخراجه قبل حفل اليوم العالمي للمسرح بأربعة أيام فقط». وفيما يتعلق بقلة عدد الجمهور المسرحي في الحفل؟، ذكر أن هناك عزوفاً كبيراً من كتاب وممثلين من الأسماء الكبيرة عن الجمعية ولا يقتربون منها، مشيراً إلى أنهم إما أن يوجهوا لهم دعوة خاصة أو أنهم لا يحضرون!. ورأى أن أكثر ما يعطل العمل المسرحي كامن في «البيروقراطية»، موضحاً أن الجمعية يمكنها أن تقدم عملين مسرحيين مدعومين من الوزارة، أو ما يسمَّى ب «العمل المنهجي»، فيما بقية الأعمال تقع على عاتق الجمعية، رابطاً ذلك باحتفال العالم على أرقى مستوى بيوم المسرح العالمي، «ونحن نحتفل في أدنى مستوى». ويذهب الفنان سمير الناصر إلى أن معاناة المسرحيين مستمرة منذ إنشاء الجمعية ولجنة المسرح إلى الآن، مضيفاً: لا جديد في الأمر، حيث لا يوجد مقر للمسرح معتمد ورسمي، ولا مسرح يتحدث عن المسرحيين على مستوى عالٍ. وذكر أن الفعاليات المقامة لا تشرف عليها جهات متخصصة تساهم في تطويرها والنهوض بالفن المسرحي. وأوضح أن جهات وقنوات استثمارية دخلت على المسرح، في محاولة الوصول إلى أهداف خاصة بها وليس من أجل المسرح، وفي الوقت ذاته يبقى المسرح والمسرحيون على ذات المستوى دون أن يستفيدوا حتى من دخول هذه الجهات الخاصة.