ثمّن الفنان راشد الشمراني دعم وكالة الشؤون الثقافية ممثلة في الدكتور عبدالعزيز السبيل، في تنظيم الاحتفال بيوم المسرح العالمي للمرة الأولى في السعودية، والذي نظمته جمعية الثقافة والفنون مساء الجمعة الماضي، في مركز الملك فهد الثقافي. وقال: «إنها لحظة تاريخية كوننا نحتفل بيوم المسرح العالمي كما يليق، وتحيتنا كمسرحيين نوجّهها للدكتور السبيل الذي رعى المسرح بهذا الاحتفال الذي يعد الاحتفال الرسمي الأول الذي يكون بهذا الحجم». وفي الاحتفال عادت مسرحية «الإكليل» للعرض بحضور السبيل وجمع من المسرحيين والمثقفين. ويجيء هذا العرض بديلا ًعن العرض الثاني للمسرحية، التي شن عليها عدد من «المحتسبين» هجوماً، وأوقف قبل شهرين. وفي المسرحية، التي كتبها شادي عاشور وأخرجها أسامة خالد وأدّاها نخبة من الممثلين الشبان، شاركت ممثلة عبر مقطع مسجل مسبقاً تم عرضه من خلال شاشة البروجيتكور بشكل متداخل ومتفاعل مع العرض المسرحي نفسه. وتضمنت حفلة اليوم العالمي للمسرح إضافة للمسرحية، عرضاً مسرحياً افتتاحياً بعنوان: «روح وصور» أخرجه شادي عاشور، وشارك فيه الفنانان علي إبراهيم وعلي الهويريني مع مجموعة من الممثلين الشباب، كما تضمن قراءة في مسرح المقهورين ارتجلها المخرج المسرحي رجاء العتيبي. وصف فيها هذا النوع من المسرح، بأنها أصبحت مثار حديث على مستوى العالم، حيث تعطى الفرصة من خلال تقنية الحوار بين المتفرجين. وتبع ذلك قراءة الرسالة السنوية ليوم المسرح، والتي كتبها هذا العام رائد مسرح المقهورين الفنان البرازيلي أوغستو بول وقرأها الفنان راشد الشمراني، بحسب التقليد المتبع في قراءة الرسالة، من أحد أعمدة المسرح في البلد المحتفل. وكانت عضو جمعية المسرحيين السعوديين الدكتورة إيمان تونسي ألقت محاضرة في الجانب النسائي، عن تفعيل دور المرأة في المسرح السعودي. من جهة أخرى، أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل أن «الاحتفاء بالمسرح في المملكة موجود منذ عقود، غير أن الاحتفال بيومه العالمي للمرة الأولى، يعطي مؤشراً مهماً بأننا ننطلق منذ الآن نحو مستوى مسرحي أفضل، وتواصل أوسع مع عالمنا العربي والعالم ككل». وقال بعد حضوره الاحتفال باليوم العالمي للمسرح: «نعمل على أن يكون المسرح جزءاً لا يتجزأ من بنية المجتمع السعودي، لذا نحن بحاجة إلى مزيد من التكاتف من المجتمع بكامله، لإيجاد مسرح أكثر قوةً، فالجهات الحكومية عليها أن تعمل، والقطاع الخاص عليه أن يدعم، والمجتمع، عليه أن يساند بحضوره ومتابعته». وأشار السبيل إلى أن «العمل المسرحي بطبيعته عمل جماعي تنتفي فيه الفردية، بحيث يعمل فيه الجميع من أجل مستقبل إنساني اجتماعي أفضل»، موضحاً أنه «ليس بالضرورة أن ينصهر المجتمع بكامله في عمل ثقافي واحد، وعليه أن يختار أين يجد نفسه، فالمسرح موجود وكذلك الشعر والرواية والفن التشكيلي والندوات وغيرها». وأعرب السبيل عن تفاؤله الكبير بمستقبل الحركة المسرحية في المملكة، قائلاً: «حينما أكون بين المسرحيين، أجد في عيونهم إشراقة أمل كبير، وأجد في صدورهم عزماً على تحقيق المزيد من الحضور للمسرح في المملكة»، لافتاً إلى أن وزارته «تبذل كل ما تستطيع، ليس من الجانب الحكومي فقط، بل نعمل على التواصل مع القطاع الخاص لتحقيق دعم أفضل للعمل المسرحي». وفي جمعية الثقافية في الدمام قرأت الكلمة نفسها للمسرحي البرازيلي، كما قدمت فرقة الجمعية مسرحية «الرقعة» من تأليف عبدالباقي البخيت وإخراج عبدالله الجفال وتمثيل نضال ابونواس، احمد الحسن، عبدالمجيد الكناني، جميل الشايب، وسينغرافيا ومؤثرات عبدالباقي البخيت وإضاءة حسين العباس، وتدور فكرة العمل حول «البعد النفسي لأشخاص جمعتهم الصدفة في مكان واحد لا يفضلونه، إذ تتباين الآراء في مجمل الحلول للخروج من هذا المأزق الذي في نهاية الأمر يرون أن لا مأزق هناك غير ذواتهم ودواخلهم الرافضة لكل ما يوصلهم إلى الحقائق.