تبلغ مساحة الأحواز التاريخية 348 ألف كيلومتر مربع، أي أكثر من مساحة أي من بلاد الشام المتمثلة بسورية والأردن وفلسطين ولبنان، ونصّت على هذه الحدود العديد من الكتب الفارسية، ويؤكدها بعض الجغرافيين الذين تناولوا حدود الأحواز بدقة من أمثال المقدسي وابن الخراذبة والمستوفي والاصطخري وابن حوقل. وتحد الأحواز من الشمال والشرق سلسلة جبال زاجروس الشاهقة تفصل بينها وبين فارس، ومن الجنوب الخليج العربي ومن الغرب جمهورية العراق. وتمتد الأحواز على طول الساحل الشرقي والشمالي للخليج العربي، من شمالي شط العرب شمالاً إلى مضيق باب السلام جنوباً على امتداد 850 كلم، وعرض 150 كلم، ممّا يؤكد أن ليس لإيران أي ساحل مطل على الخليج العربي، ولم يتحقق الحلم الفارسي بالوصول إليه إلا بعد احتلالها الأحواز عام 1925. وإذا تباينت الأرقام المتعلقة بمساحة الأحواز فالسبب في ذلك يعود كون الدولة الايرانية قد استقطعت أجزاء كبيرة من الأحواز وألحقتها بالأقاليم الفارسية ما وراء الجبال، كفارس ولرستان وأصفهان وكرمانشاه. ولم يسبق الوجود العربي أي وجود إنساني في الأحواز، ومثلما يسجّل التاريخ أن الوجود العربي يمتد إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد حين قدم العرب من اليمن وشبه الجزيرة العربية منذ بداية ظهور الأحواز، يؤكد التاريخ أيضاً أن الخليج العربي بساحليه الشرقي والغربي، كان مجالاً حيوياً للقبائل العربية قبل الإسلام، وبقي الطابع الاجتماعي هناك عربياً على مَرّ العصور والقرون.