تُعَدّ الأحواز عربية بماضيها وحاضرها، وقال عنها ابن حوقل في كتابه صورة الأرض: “وما كان من حدود الأحواز إلى الأنبار مواجهاً لنجد والحجاز على ديار أسد وطيء ومضر وسائر قبائل مضر فمن بداية العراق”، وجاء في الرضاعيات والخراجيات: “إن الأحواز وسواد العراق وحلب الشام منطقة جغرافية واحدة”. ولا توجد حدود طبيعية تفصل بين الأحواز والوطن العربي كما هي بينه وبين إقليم فارس، حيث الحائط الصخري الشاهق المتمثل في سلاسل جبال زاجروس في الشمال والشمال الشرقي. ويتشابه ويتقارب المناخ بين الأحواز وبين الأقطار العربية، وإضافة إلى الجغرافيا، مرّت الأحواز والوطن العربي بمراحل تاريخية واحدة منذ عهد العيلاميين والسومريين والكلدانيين، مروراً بقرون الخلافة العربية الإسلامية، ووصولاً إلى التاريخ المعاصر، حيث تتعرّض الأحواز إلى ما يتعرض إليه الوطن العربي من اعتداءات أجنبية فارسية إيرانية متكرّرة. ويعد الخليج العربي امتداداً طبيعياً للأنهار القديمة الكبيرة دجلة والفرات وكارون، ويؤلف القسم الذي تغسله مياه كارون مع بلاد ما بين النهرين وحدة اقتصادية شاركت سابقاً في الازدهار العيلامي والسومري والكلداني، كما أنها وقعت كلها تحت سلطان الفرس إبان إمبراطوريتهم في عهد كوروش وداريوش، وإثر انحطاط هؤلاء خضعت للعرب الذين امتد سلطانهم عبر إيران حتى الهندوس. وتربط الأحواز والوطن العربي وحدة اللغة والدين والعادات والتقاليد ووحدة الأهداف والمصالح المشتركة.