أكد مختصون في علم النفس والاجتماع على ضرورة تكافؤ الطموح بين الزوجين، لأن عدم التكافؤ قد يوجِد الخلافات التي قد تكون سبباً لانهيار حياتهما الزوجية، خاصة عند فشل الزوجة في تحقيق مبدأ التوازن بين اهتمامها بذاتها وطموحها واهتمامها بأسرتها. وأوضحت الاختصاصية الاجتماعية فتحية صالح أن عدم التكافؤ في الطموح بين الزوجين قد يوجِد الصراعات، فطموح الزوجة قد يصبح من أخطر الأمور التي تؤدي بالعلاقة الزوجية إلى الانهيار، إذا صاحبتها غيرة الزوج، لذلك ينبغي أن يتمتع زوج المرأة الطموح بالاتزان النفسي والقدرة على تحقيق طموحاته الشخصية، لأن ذلك يجعله يتقبل نجاح الآخرين، كما يجب أن يتمتع بالمرونة والذكاء في التعامل مع زوجته من أجل استمرار الحياة الزوجية بينهما، وأشارت إلى أن المرأة عندما تبدأ تحقيق طموحها المهني تقدم عديداً من التنازلات والتضحيات، وهذا من شأنه أن يؤثر على أسرتها، وبالتالي يؤدي إلى توتر العلاقة بينها وبين زوجها، خاصة عندما تجعل للطموح الأولوية، على حساب التوازن الأسري. ويرى اختصاصي الأمراض النفسية والعصبية الدكتور أحمد زيدان، أن علاقة الرجل والمرأة يجب أن تكون علاقة تكامل لا تناقض، ويجب أن تتوفر للمرأة نفسياً السبل التي تحقق من خلالها طموحاتها، وأهم العوامل التي تشكل صورة الطموح عند المرأة وتؤثر فيها عبر مراحل نموها هي التنشئة الاجتماعية التي تضع الأسرة بذرتها الأولى، فقد تتبع الأسرة أسلوب التمييز بين الذكر والأنثى، وتهيئ الأنثى للأدوار الاجتماعية في مقابل الذكر الذي تدعم فيه الأسرة بعض السمات الذكورية كالمبادرة والشجاعة والرغبة في إتقان العمل والتنافس، وتلك الملامح التي تتسم بها أدوار الرجل، إلا أن الواقع يحمل في طياته عديداً من الفتيات اللواتي لا يمتثلن لتلك الأوضاع والفكرة النمطية عن المرأة ويرغبن في إثبات ذاتهن وتحقيق طموحاتهن في الحياة، وبالتالي تتطلب هذه النوعية من الفتيات أن يتمتع شريك الحياة بمقومات عقلية خاصة تمكنه من استيعاب ما تطمح إليه زوجته. وأكد الدكتور زيدان على ضرورة أن يتمتع الزوج والزوجة بدرجة من التكافؤ في الطموح حتى تسير الحياة بينهما بسلام.