المجتمعات العربية ما زالت مجتمعات تسيطر عليها الثقافة الذكورية بشكل مؤثر في حياتها اليومية، الأمر الذي يظهر فيها الكثير من المشكلات الاجتماعية لدى العديد من أفراد هذا المجتمع وخصوصاً المرأة فيها سواء كانت هذه المشكلات على صعيد الأسرة أو على صعيد المجتمع إضافة الى المشكلات النفسية وغيرها من المشكلات الاخرى والتي تعود أسبابها جميعاً إلى أخطاء في التربية وتنعكس هذه الاخطاء سلباً على تنشئتها ومن ثم على تنشئة الاولاد والبنات في الاسرة التي ستقوم بتكوينها بعد ذلك. ووجوب اعترافنا بالفروق الفطرية بين الجنسين امر حتمي وفي بعض الاحيان نجد أن المجتمع يزيد من قيمة هذه الفروق وغالباً ما يكون هذا لحساب إعلاء قيمة الذكر على الأنثى. ومن بين هذه المشكلات التي تواجه المرأة في هذا المجتمع العربي هي قوامة الرجل على المرأة في الأسرة والتي تعتبر ركناً أساسياً في قانون الزواج كما اتت به الشريعة المطهرة (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم) ولكن المشكلة في هذه القوامة هي أن يتخذها الرجال في المجتمع سلاحاً يتسلطون به ويصبحون به أوصياء على النساء بقصد هذه القوامة فهذا أمر مرفوض لان مفهوم القوامة يقتصر على الاسرة وبين الزوج والزوجة تحديداً ونأمل ألا يفهم هذا الكلام على أنه دعوة لاطلاق الحرية للنساء او الفتيات فالمقصد هو الترسيخ لتربية المرأة على الدين والاخلاق ومنحها ثقتها بنفسها. ومفهوم جداً بأن الثقة بالنفس لا تتعارض ابداً مع الحياء والدين. ولذلك فإنه يجب علينا الرفع من الثقة بالمرأة في هذا المجتمع وجعلها قادرة على استقلالها بنفسها وتحررها من ظلم الرجل الذي يطفو على السطح لدى المرأة عندما يريد الرجل ممارسته القوامة عليها فتعلو وجهها علامات الغضب مصحوبة بصرخاتها التي تظهرها بأنه مغبونة في زواجها لأنها تعتبر حالها مثل زوجها في البيت وانه لا يحق له القوامة عليها وقد يكون هذا الرجل هو أقل خبرة أو أضعف شخصية منها. وهنا ولكي يستقيم المفهوم الاساسي للقوامة فإنه يجب أن يساعد كل من الطرفين الطرف الآخر على تجاوز نقاط الضعف الموجودة في شخصيته وبالتأكيد سوف لن يكون هذا ممكناً إلا اذا توفر لدى الطرفين الإحساس بتأسيس أسرة متحابة متفاهمة وذلك بتأجيل الخلافات الناجمة عن فروق الشخصية أو اختلاف الطباع وأن يعوّد الطرفان نفسيهما على ثقافة اتخاذ العذر والتسامح بينهما والنظر قدر الإمكان بعين المودة لأن عين الكره هي التي تكبّر الأخطاء وتركز على السلبيات وهذا من أشد ما يقصم ظهر الحياة الزوجية.