قال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إن المملكة تتطلع إلى التعاون مع حكومة جمهورية الصين الشعبية على تحقيق الحل السلمي العاجل للمسألة السورية وفقاً لبيان جنيف الصادر عام 2012 (بيان جنيف-1) بما يكفل حقن دماء الأبرياء وإنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، والضغط على النظام السوري لمساعدة المجتمع الدولي على تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري. وأجري في العاصمة الصينيةبكين أمس حفل استقبال كبير لولي العهد في قاعة الشعب الكبرى بمناسبة زيارته لجمهورية الصين الشعبية. ولدى وصول الأمير سلمان كان في استقباله نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية لي يوان تشاو. وبعد استراحة قصيرة، استقبل رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، ولي العهد. وعُقِدَ اجتماع بين الجانبين السعودي برئاسة الأمير سلمان والجانب الصيني برئاسة الرئيس الصيني رحب في بدايته رئيس الجمهورية الصينية بولي العهد متمنياً له وللوفد المرافق طيب الإقامة. وطلب الرئيس الصيني من ولي العهد نقل تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مؤكداً متانة العلاقات الوثيقة بين المملكة والصين، واهتمام الصين بتطوير العلاقات مع المملكة، مستذكراً ومقدراً المساعدة التي قدمتها المملكة للصين إبان تعرض إحدى مدنها للزلزال. ونوه الرئيس الصيني بتبادل الزيارات بين البلدين على أعلى المستويات وسعي حكومتي البلدين إلى تعزيز التعاون القائم بينهما، مؤكداً أن الأمير سلمان يعتبر صديقاً للصين منذ القدم، حيث قدم مساهمات كبيرة من أجل تطور التعاون بين المملكة والصين، ما أضفى كثيراً للعلاقات بين البلدين الصديقين. وألقى الأمير سلمان كلمة أعرب فيها عن بالغ تقديره للرئيس الصيني وحكومته على ما لمسه والوفد المرافق من طيب الاستقبال وكرم الضيافة، كما نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين لرئيس الصين وحكومتها وشعب الصين الصديق، متمنياً لهم مزيداً من التقدم والازدهار. وقال الأمير سلمان إن زيارته تأتي في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين لبناء شراكة إستراتيجية بين بلدينا الصديقين تقوم على مبادئ الخير والاحترام، والحرص على توثيق أواصر التعاون، وتعميق الحوار والتواصل، وتنمية العلاقات الثنائية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية والاستثمار والطاقة والتعاون الأمني لتعزيز التنمية الشاملة المستدامة في البلدين، وخدمة قضايا الأمن والسلام في المنطقة وفي العالم. وأضاف الأمير سلمان في كلمته «أن من شأن ترسيخ هذه العلاقة الإستراتيجية بين بلدينا على هذه المبادئ الخيرة أن يسهم على نحو كبير في معالجة المشكلات والاضطرابات الإقليمية والدولية الناجمة عن الابتعاد عن مقاصد الأممالمتحدة وعدم الالتزام بقراراتها وازدواجية المعايير واتساع الفجوة التنموية ما بين الدول». وتابع «لقد أكدت المملكة العربية السعودية هذه المبادئ من خلال الرؤية الثاقبة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات والثقافات وتأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا». وأردف قائلاً «إن المملكة العربية السعودية تقدر مواقف جمهورية الصين الشعبية الإيجابية تجاه القضية الفلسطينية، ونتطلع إلى الصين بصفتها قطباً دولياً ذا ثقل سياسي واقتصادي كبير بأن تقوم بدور بارز لتحقيق السلام والأمن في المنطقة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بما يكفل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وإقامة دولة فلسطين المستقلة، كما نتطلع إلى التعاون مع حكومة جمهورية الصين الشعبية على تحقيق الحل السلمي العاجل للمسألة السورية وفقاً لبيان جنيف الصادر عام 2012م بما يكفل حقن دماء الأبرياء وإنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، والضغط على النظام السوري لمساعدة المجتمع الدولي على تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري». وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها بما يخدم مصالح الشعبين والبلدين الصديقين، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. عقب ذلك أقام الرئيس الصيني مأدبة عشاء تكريماً لولي العهد ومرافقيه، وحضر الاجتماع ومأدبة العشاء رئيس ديوان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى بكين يحيى بن عبدالكريم الزيد. فيما حضر من الجانب الصيني عضو مجلس الدولة يانغ جينغ شي، ووزير الخارجية وانغ يي، ومدير لجنة التنمية والإصلاح تشيو تشاو وي، وسفير الصين لدى المملكة لي تشنغ وين، وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الصينية. وكان بيان صادر عن الديوان الملكي أمس، قال إنه استمراراً لنهج خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، في التواصل مع قادة العالم في كل ما فيه مصلحة وخدمة شعب المملكة، وانطلاقاً من روابط الصداقة بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية، وبناءً على دعوة من نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية، لي يوان تشاو، وصل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى جمهورية الصين مستهلاً زيارة رسمية لها، وذلك خلال المدة من 12 إلى 15 جمادى الأولى 1435ه الموافق 13 إلى 16 مارس 2014.