أكد ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أن زيارته لجمهورية الصين الشعبية التي بدأت أمس، تأتي في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لبناء شراكة استراتيجية تقوم على مبادئ الخير والاحترام، والحرص على توثيق أواصر التعاون، وتعميق الحوار والتواصل، وتنمية العلاقات الثنائية في المجالات كافة. وأضاف في كلمة ألقاها أمام الرئيس الصيني، شي جين بينج، خلال حفل الاستقبال الذي أقيم في قاعة الشعب الكبرى: "إن المملكة تقدرمواقف الصين الإيجابية تجاه القضية الفلسطينية، وتتطلع إلى تعاونها لتحقيق الحل السلمي العاجل للمسألة السورية وفقا لبيان جنيف الصادر عام 2012، بما يكفل حقن دماء الأبرياء، وإنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة". أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أن زيارته إلى جمهورية الصين الشعبية التي بدأها أمس، تأتي تلبية لدعوة تلقاها من نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية لي يوان تشاو. وقال ولي العهد إن زيارته الرسمية تأتي في إطار العلاقات الوثيقة المتنامية بين البلدين، وتؤكد الرغبة في تعزيزها، وتطويرها، خاصة أن العلاقات بين البلدين قد شهدت نقلة نوعية مميزة على إثر الزيارتين التاريخيتين التي قام بهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الصين عامي 1998، و2006، وكذلك الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - عام 2000، حيث أسهمت في تعزيز العلاقات في مختلف الأصعدة، انطلاقا من حرص قيادتي البلدين على تنميتها تلبية لتطلعات الشعبين الصديقين، بما يعزز المصالح المشتركة للبلدين. وأضاف ولي العهد: "كما نتطلع إلى التعاون مع الحكومة الصينية على تحقيق الحل السلمي العاجل للمسألة السورية وفقا لبيان جنيف الصادر عام 2012، بما يكفل حقن دماء الأبرياء وإنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة". وأكد الأمير سلمان أن زيارته تأتي في إطار حرص المملكة على توطيد التعاون بين البلدين في المجالات كافة، وتعزيز التشاور والتنسيق بينهما في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ودعم التنمية إقليميًا ودوليا. كما أعرب ولي العهد عن سعادته البالغة لقيامة بهذه الزيارة المهمة للصين، وأنه سيتشرف بنقل تحيات الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرئيس الجمهورية شي جين بينج، ونائب رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الدولة لي كه تشيانج. وكان ولي العهد قد وصل أمس إلى جمهورية الصين الشعبية في زيارة رسمية، وكان في استقباله لدى وصوله مطار بكين، نائب وزير الخارجية الصيني لغرب آسيا وشمال أفريقيا جون يينغ، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الصين يحيى بن عبدالكريم الزيد، ومدير عام غرب آسيا وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية تشن يو بنج، وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة لي تشنج وين. وأجري في العاصمة الصينيةبكين أمس حفل استقبال كبير لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بمناسبة زيارته لجمهورية الصين الشعبية، وذلك في قاعة الشعب الكبرى. ولدى وصول ولي العهد كان في استقباله نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية، بعد ذلك توجها إلى المنصة الرئيسية ثم عزف السلامان الوطنيان السعودي والصيني، بعد ذلك استعرض ولي العهد ونائب الرئيس الصيني حرس الشرف، وبعد استراحة قصيرة استقبل رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينج ولي العهد. إثر ذلك عقد اجتماع بين الجانبين السعودي برئاسة الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والجانب الصيني برئاسة الرئيس الصيني رحب في بدايته رئيس الجمهورية الصينية بولي العهد متمنيا له وللوفد المرافق طيب الإقامة. وطلب الرئيس الصيني من ولي العهد نقل تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مؤكدا متانة العلاقات الوثيقة بين المملكة والصين، واهتمام الصين بتطوير العلاقات مع المملكة، مستذكرا ومقدرا المساعدة التي قدمتها المملكة للصين إبان تعرض إحدى مدنها للزلزال. ونوه الرئيس الصيني بتبادل الزيارات بين البلدين على أعلى المستويات وسعي حكومة البلدين إلى تعزيز التعاون القائم بينهما، مؤكدا أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز يعد صديقاً للصين منذ القدم، حيث قدم مساهمات كبيرة من أجل تطور التعاون بين المملكة والصين، مما أضفى كثيرا للعلاقات بين البلدين الصديقين. إثر ذلك ألقى الأمير سلمان كلمة قال فيها: "فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، يطيب لي في البداية أن أعرب عن بالغ تقديري لكم ولحكومة جمهورية الصين الشعبية على ما لمسته والوفد المرافق من طيب الاستقبال وكرم الوفادة وعن سروري شخصياً بالالتقاء بأصدقائنا في هذا البلد الكبير، وأن أنقل تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لكم ولحكومة وشعب الصين الصديق وتمنياته لكم بمزيد من التقدم والازدهار". وتابع: "إن زيارتي هذه تأتي في إطار توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين لبناء شراكة استراتيجية بين بلدينا الصديقين تقوم على مبادئ الخير والاحترام، والحرص على توثيق أواصر التعاون، وتعميق الحوار والتواصل، وتنمية علاقاتنا الثنائية في المجالات كافة السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية والاستثمار والطاقة والتعاون الأمني، لتعزيز التنمية الشاملة المستدامة في بلدينا، وخدمة قضايا الأمن والسلام في المنطقة وفي العالم". ومضى يقول: "إن من شأن ترسيخ هذه العلاقة الاستراتيجية بين بلدينا على هذه المبادئ الخيرة أن يسهم على نحو كبير في معالجة المشاكل والاضطرابات الإقليمية والدولية الناجمة عن الابتعاد عن مقاصد الأممالمتحدة وعدم الالتزام بقراراتها وازدواجية المعايير واتساع الفجوة التنموية ما بين الدول". وأضاف "لقد أكدت المملكة هذه المبادئ من خلال الرؤية الثاقبة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات والثقافات وتأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، وإن المملكة تقدر مواقف جمهورية الصين الشعبية الإيجابية تجاه القضية الفلسطينية، ونتطلع إلى الصين بصفتها قطبا دوليا ذا ثقل سياسي واقتصادي كبير بأن تقوم بدور بارز لتحقيق السلام والأمن في المنطقة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بما يكفل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وإقامة دولة فلسطين المستقلة". "كما نتطلع إلى التعاون مع حكومة جمهورية الصين الشعبية على تحقيق الحل السلمي العاجل للمسألة السورية وفقا لبيان جنيف الصادر عام 2012، بما يكفل حقن دماء الأبرياء وإنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، والضغط على النظام السوري لمساعدة المجتمع الدولي على تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري". وقد جرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها بما يخدم مصالح الشعبين والبلدين الصديقين، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، عقب ذلك أقام الرئيس الصيني مأدبة عشاء تكريما لولي العهد ومرافقيه. وصدر أمس بيان من الديوان الملكي جاء فيه: استمراراً لنهج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية في التواصل مع قادة العالم في كل ما فيه مصلحة وخدمة شعب المملكة، وانطلاقاً من روابط الصداقة بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية، وبناءً على دعوة من نائب رئيس الجمهورية لي يوان تشاو، فقد وصل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إلى الصين مستهلاً زيارة رسمية لها، وذلك خلال المدة من 12 - 15 جمادى الأولى 1435 الموافق 13 - 16 مارس 2014.