أثار رمي عديد من المؤسسات والشركات المقاولة مخلفات البناء في الأراضي الخالية داخل حي الحمراء في الجبيل حفيظة الأهالي، وأبدوا استياءهم وسط غياب الرقابة، لدرجة أنه لا تخلو أرض أو شارع من هذه المخلفات. وأوضح الأهالي أن هناك تسيباً كبيراً من قِبل العمالة الوافدة في رمي مخلفاتهم في الأراضي المحيطة بموقع العمل أو في الأراضي القريبة منها، ما تسبب في انزعاج سكان الحي من هذه النفايات التي تحيط بمنازلهم. وما زاد هذه المشكلة هو نزول الأمطار على المنطقة في الأسابيع الماضية، ونتج عنه ظهور مستنقعات في الأراضي الفضاء، وتفاقمت المشكلة بوجود مخلفات البناء في أماكن متفرقة من الحي. «الشرق» زارت الحي وتجولت في عدد من الشوارع التي تكثر فيها المخلفات، والتقت بعدد من الأهالي واستمعت لمعاناتهم.. في البداية ذكر عبدالعزيز القحطاني أن المخلفات التي تتركها العمالة بعد الانتهاء من البناء تشكل خطراً كبيراً عليهم. وقال: يجب تشديد الرقابة على المقاولين للحد من هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل خطراً على البيئة والأفراد. مضيفاً أن الحي يعاني من بُعد المدارس، فأقرب مدرسة تقع على بعد 15 كم. وقال محمد العتيبي إن المياه الراكدة بين المنازل تسبب لنا إزعاجاً كبيراً، مبيناً أن المستنقعات بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة، وأشار إلى حاجة الحي إلى عمليات رش بالمبيدات الحشرية بشكل متكرر للقضاء على الحشرات، وكذلك زيادة عدد حاويات النفايات، حيث تفتقر بعض الشوارع لها، والاهتمام بالصرف الصحي الذي فاض ما فيه بعد هطول الأمطار. وطالب خالد المعاشي بتفعيل دور فرق مكافحة الحشرات بشكل مكثف ومستمر للقضاء على البعوض وتفادي الأمراض التي يتسبب فيها كالملاريا وحساسية الجلد وغيرها من الأمراض. وأوضح علي العلياني أن البعوض في زيادة وتنامٍ، وقد أصبح ضيفاً ثقيلاً على أغلب ساكني الحي، وشريكاً لهم في منازلهم. وقال: أصبح وجود البعوض مألوفاً في المنزل، وأثره واضح على أطفالي، وذلك عندما أشاهد الندبات الحمراء على أجسامهم بسبب قرصات البعوض المؤلمة. مطالباً البلدية بتنظيم حملة لمكافحة البعوض في الحي، متسائلاً عن دورها تجاه القضاء على هذه المشكلة التي سببت كثيراً من المتاعب لنا. من جهته، أوضح رئيس بلدية الجبيل المهندس نايف الدويش، ل «الشرق»، أن البلدية قامت مؤخراً بوضع آلية جديدة للحد من التشققات والحفر وهبوطات طبقات السفلتة تحت إشراف قسم الصيانة والتشغيل، وهي إلزام جميع المقاولين والجهات المعنية بإعادة الإسفلت في جميع الحفريات ما أمكن بالمحافظة. وقال: تم توجيه المقاول بتصحيح الوضع في مخطط الحمراء خلال أسبوع كحد أقصى. وأضاف الدويش قائلاً: إن مخطط الحمراء يعاني من زيادة حجم أعمال البناء، ما يترتب على ذلك من زيادة في كمية مخلفات البناء العشوائية التي تُرمى في الأراضي الفضاء من بعض مجاوريها ولم يلتزموا بوضع حاويات لإزالة مخلفات البناء. وقال: «قامت البلدية حالياً بحملة مستمرة على نظافة المخططات، ومن ضمنها مخطط غرب المزارع ومخطط الحمراء من مخلفات البناء وتنظيف الحوط ورفع مخلفات البناء كلياً وإرسالها إلى المردم الصحي. وحول انتشار الحشرات الضارة في الحي، ذكر الدويش أن الحي المذكور هو أحد الأحياء الجديدة، حيث لا توجد فيه شبكة صرف صحي، ما أدى إلى تشبُّع الأرض بالمياه وارتفاع منسوب المياه الجوفية بشكل كبير جداً. وكذلك قامت البلدية بمكافحة الجرذان والحشرات إما بصورة منتظمة أو على هيئة حملات مكافحة (تحت إشراف المختصين في البلدية)، ورش المنطقة بالمبيدات الحشرية يومياً حفاظاً على أرواح المواطنين. وعن عدم وجود حاويات كافية في الحي، علق الدويش بأنه تم تكليف مقاول النظافة بزيادة عدد حاويات النظافة الصغيرة داخل الأحياء وكذلك الكبيرة الخاصة بالشوارع الرئيسة.