يلجأ الذباب في فترات الشتاء حيث برودة الطقس إلى الاختباء بحثاً عن الدفء.. وتشكل هذه الظاهرة إزعاجاً للمواطنين في المناطق ذات الجذب للحشرات الضارة.. وفي عدد من أحياء الدمام حيث يلاحظ فيها الإهمال وتراكم النفايات وعدم ردم المستنقعات.. يستغل الذباب هذه الثغرة ناشراً الأمراض والأوبئة. «الشرق» تجولت داخل الأحياء وفي المحلات التجارية ورصدت تلك الظاهرة والتقت مواطنين عبَّروا عن تخوفهم من انتشارها، وبالتالي احتمال نقل الأوبئة والأمراض. مصطفى محمد، سوري يعمل في أحد الملاحم التجارية بالدمام أوضح أن انتشار الذباب بشكل كبير أدى إلى تذمر عدد من مرتادي تلك المحال، مرجعا الأسباب إلى قلة وجود سيارات الرش والمبيدات، مطالباً الأمانة بمتابعة مقاول الرش والمبيدات وتكثيف جولاته وزياراته كما أدى تراكم النفايات حول تلك المحال إلى تفاقم المشكلة وكذلك بعض المبيدات التي تستخدم لا تقتل الحشرات وإنما تطردها فقط وتجعل هذه الحشرات تتغذى وتتكاثر وتعود إلى حياتها الطبيعية. ويوافقه في الرأي صاحب أحد المطاعم الشهيرة محمد الهاجري قائلاً: إننا نعاني كثيراً من انتشار هذه الظاهرة وخاصة في هذه المواسم بعد هطول الأمطار وعند انخفاض درجات الحرارة وإقبال موسم الربيع. مضيفا أننا نسعى وبشتى الطرق للحد منها بتزويد المطعم ببعض الأجهزة الكهربائية كصائد الذباب لكن ذلك في غالب الأحيان لايفيد. وأرجع فهد سليمان العنزي أحد سكان حي الأبراج بالدمام الوجود الكثيف للذباب والحشرات والبعوض بالحي إلى وجود المستنقعات المائية بالحي، مشيراً إلى أن البعض لجأ للشركات المتخصصة في مكافحة الحشرات والقوارض، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعاً، نظراً إلى الأعداد الهائلة منها. مؤكداً أن القضاء على المستنقعات المائية هو الحل الوحيد. أما يحيى أحمد كريري فطالب بسرعة ردم تلك المستنقعات التي تتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض المعدية وتكثيف زيارات سيارات الرش لتلك الأحياء والمتابعة المستمرة لمقاول النظافة، حيث إن تراكم النفايات يتسبب في زيادة انتشارها. مناشداً الأمانة والجهات المسؤولة أخذ الموضوع بعين الاعتبار وسرعة التحرك لمواجهة هذه الظاهرة. من جهته أوضح الطبيب البيطري والمتخصص في مكافحة الحشرات الدكتور أحمد النجار بأن الذباب يتكاثر في فصل الشتاء هارباً من برودة الجو للبحث عن الدفء، مشيراً إلى أن الذباب يوجد بكثرة في أماكن تجمع مخلفات تصنيع الدواجن والأسماك واللحوم والمجاري المكشوفة وأكوام مخلفات الخضار المتعفنة في فترة الصباح، أما في الفترة المسائية فيفضل الراحة على أسقف المباني وحبال الغسيل والأسلاك الكهربائية والمسطحات الخضراء. وبيَّن النجار أن الذباب ينقل عديداً من الأمراض للإنسان من أهمها التيفوئيد، السل، الكوليرا، الديزنتاريا، الحمى القلاعية، الرمد الصديدي وعديد من الأمراض الأخرى. وذكر النجار أن من طرق الوقاية من الذباب النظاقة العامة في المدن والقرى وذلك بالتخلص من أكوام القمامة والأسمدة البلدية وبراز الحيوانات وكل الأوساخ التي تتربى عليها اليرقات، ومتابعة عمليات النطاقة وتفريغ الحاويات يومياً لأنها مصدر لتوالد الذباب. وأشار النجار إلى وجود طرق للقضاء على البعوض والذباب منها رش سطوح الجدران وخاصة أماكن تربية الحيوان بمبيدات الصحة العامة، ورش أماكن تجمع القمامات والأسواق ومخلفات المصانع والمستنقعات بالرش المباشر باستخدام الأجهزة الضبابية، رش أسواق السمك والخضار باستخدام الرذاذ المتناهي الصغر بأجهزة مركبة على سيارات من خلال مولدات تعمل على قتل جميع الحشرات الطائرة، استخدام طعوم خاصة للذباب في الأماكن المغلقة كالفنادق والمستشفيات والمطاعم والسوبر ماركات، استخدام مصائد كهربائية وخاصة في محلات بيع اللحوم والفواكه والخضار واستخدام الشرائط اللاصقة الخاصة بالذباب. من جهة أخرى شكا عدد من أهالي محافظة القطيف من تدني ملحوظ في مستوى النظافة في كثير من المناطق، بالتزامن مع انتشار كثيف جداً للذباب في الأحياء، وسط مخاوف من تسبب ذلك في انتشار أوبئة وأمراض تهدد صحة وسلامة المواطنين والمقيمين. وذكر بشير العسيف ل»الشرق»، أن حي الشويكة يعاني من تدن في مستوى النظافة وافتقار المنازل لحاويات جمع القمامة، حيث يتشارك أكثر من خمسة منازل في حاوية واحدة، الأمر الذي يتسبب في تراكم القمامة في الأرض حول الحاوية، ويتجاهلها عمال النظافة حين رفع القمامة من الموقع، مما ساهم في تدني مستوى النظافة بشكل كبير جداً». وأضاف بأن الحي يعاني انتشارا واسعا للذباب وبطريقة غير طبيعية، وهي الشكوى التي شاركه فيها عدد كبير من المواطنين في مناطق أخرى بمحافظة القطيف. وطالب المواطن بدر الفلفل، بتشديد الرقابة على عمال النظافة، متهماً اياهم بالانشغال في جمع وبيع البلاستك وعلب الألومنيوم، فيما اشغلت شاحنات حاويات جمع النفايات كذلك بجمع الأوراق والكميات التي يجمعها العمال، لتحول مهنتم الأساسية للتجارة في المواد القابلة لإعادة التدوير. من جانبه أوضح المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان بأن الأمانة لديها برنامج مجدول لرش المبيدات الحشرية في جميع الأحياء. ولكن بعد هطول الأمطار زادت نسبة الحشرات نظراً لوجود بعض التجمعات للمياه فقامت الأمانة بتكثيف عملية الرش. مؤكدا أن برنامج الرش يسير وفق جدولة معينة وسيشمل جميع أحياء المدينة دون استثناء. وأضاف الصفيان: بالنسبة لمقاول النظافة فإن لدينا مراقبين ميدانيين يقومون بمتابعة أعمال النظافة ورصد الملاحظات بشكل يومي ولانتوانى أبدا في وجود أي ملاحظة.