رفضت شركة حافل للنقل المدرسي ما نقلته «الشرق» عن سائقي حافلات في الشركة من تظلّم يخصّ حقوقهم الوظيفية عبر تقريرين نُشرا في 27 ديسمبر و6 يناير الماضيين. وجاء رفض الشركة في خطاب تلقته «الشرق» من مدير مشروع النقل المدرسي في المنطقة الشرقية سعد بن محمد الأربش. رد الأربش وقال الأربش في خطابه «رداً على ما نُشر بجريدتكم الغراء في عدد 23 وتاريخ 27 ديسمبر 2011 بقلم المحرر عبد الهادي السماعيل تحت عنوان (سائقو «حافل» في الأحساء يمهلون الشركة أسبوعاً لتحقيق مطالبهم)، وجاء فيه أن 230 سائق حافلة أنذروا شركة حافل بالتوقف عن العمل بعد أسبوع ما لم تحقق مطالبهم. كما جاء في سياق الخبر. مما أثار استياء المستفيدين من خدمة النقل المدرسي بالمحافظة وغيب الأمن النفسي لديهم وهو من أهم أهداف هذا المشروع الوطني ونسعى لتحقيقه». وأضاف الأربش «وفي مقاله الثاني واصل إثارة الموضوع بطريقة نضع علامة استفهام حولها إذ نشر خبراً يوم الجمعة العدد 33 في 6 يناير 2012 أي قبل الامتحانات بيوم والأغرب من ذلك استخدم كلمة الإضراب متناسياً أنها ليست من أدبيات المجتمع والمواطن السعودي الذي يعلم كيف يحقق مطالبه ونهج الدولة في الأبواب المشرعة. مع العلم بأن السائقين لم يذكروا ذلك في عريضتهم التي قام بنشرها المحرر، وقد تمثل ذلك في الوعي لدى السائقين بعد لقائهم والتعرف على مطالبهم وإبلاغهم أننا سنسعى لتلبية ما هو ممكن على الفور ونقل بعض المطالب إلى إدارة الشركة للنظر في تحقيقها حيث إن بعض هذه المطالب لابد من مشاركة جهات أخرى رسمية من خارج الشركة في تنفيذها». وقال الأربش «وبسؤالنا عن صحة ما جاء على لسانهم بالخبر المنشور بالتوقف عن العمل وبشكل جماعي وماذا عن مصير الطالبات المقبلات على الامتحانات، فكان ردهم وبمنتهى القوة والمسؤولية ولا نستغربه على أبناء هذا الوطن وبصوت واحد قالوا إن الطالبات هم بمنزلة بناتنا ولا يمكن أن نتخلف عن نقلهنّ وأنهم لا توجد لديهم أي نية أو حتى تفكير في فعل مثل هذه الأفعال الغريبة على مجتمعنا وسلوكياتنا، هذا مغاير تماماً لما ذكره محرركم بجانب المغالطات الأخرى التي أوردها في مقالاته ومنها على سبيل المثال: في مقاله الأول تحدث عن 230 سائقاً والثاني تحدث عن 120 سائقاً ولم يقل لنا أين ذهبت البقية؟»، وتابع يقول إن أولياء الأمور سارعوا إلى التعاقد مع حافلات وسيارات خاصة ومع سائقين آخرين ليأمنوا ويضمنوا لبناتهم حضور الامتحانات ولم يقل لنا من أين استقرأ ذلك؟ أم كان ذلك مجرد تخمين؟ وعندما فوجئ المحرر بعدم توقف السائقين عن نقل الطالبات في أول أيام الاختبارات كما ذكر في سياق مقاله وعن عدم صحة تنبؤاته بادر بنشر خبر بمثابة ترضية للذات جاء فيه (شفاعة أولياء الأمور تؤجل توقف سائقي «حافل» الأحساء) ولم يذكر لنا كيف تم ذلك هل بتنسيقه؟ أم أنه كان موجوداً خلال الاجتماع المزعوم بين أولياء الأمور والسائقين؟». وختم الأربش بقوله «ما نود أن نختم به أننا في شركة حافل تشرفنا بنيل النصيب الأكبر من مشروع الأمين للنقل المدرسي وإن أعلى هرم بهذه الشركة سعادة الشيخ محمد بن يوسف ناغي يهتمّ شخصياً بتفاصيل تطويره، وأن تكون الخدمة المميزة والنقل الناجح الآمن أولاً قبل أي شيء، ويقدم الدعم تلو الدعم بغية الوصول للأهداف المنشودة. كما لا يفوتني أن أشكر سعادة المدير العام للتربية والتعليم الأستاذ أحمد بالغنيم من خلال تصريحه بأن إدارته سوف تسعى بكل جهد إلى إيجاد الحلول بالتواصل والتعاون مع الشركة المشغلة، وهو ما يمثل الوعي المتقدم للمسؤول وأخيراً المشروع والعاملون والقائمون عليه هم بحاجة للنقد الصحفي المهني الهادف وآراء المستفيدين لتصحيح مساره. ومن باب كفالة الحق في الرد لما يُنشر بجريدتكم نأمل تكرم سعادتكم بنشر الرد والله من وراء القصد». أين مطالب السائقين؟ بدورها التزمت «الشرق» بنشر النص الكامل لشركة «حافل» دون أي مساس. وتودّ أن تترك الأمر كله لحكم القارئ بعد إيضاح النقاط التالية: حرص الأستاذ الأربش على معرفة آلية استقاء المعلومات متجاهلاً التجمهر الذي قام به السائقون للمطالبة بحقوقهم، وهو حدث وثقته «الشرق» بوضوح.ركز الأستاذ الأربش على اجتزاء عبارات في التقريرين اللذين نشرتهما «الشرق» وعدّ بعضها تخميناً، دون أن يلتفت إلى أن الزميل عبدالهادي السماعيل عايش مشكلة السائقين وبقي على متابعة لها.تناسى الأستاذ الأربش أن نقص السائقين من 230 إلى 120 سائقاً كان بسبب توقف الدراسة في المدارس الابتدائية واقتصارها على المتوسطة والثانوية. تناسى الأستاذ الأربش أن «الشرق» اتصلت به مراراً لأخذ رأيه. وتحتفظ «الشرق» بالتسجيلات الصوتية التي تمت معه، وتؤكد تمويهه في الإيضاح.والأهم من ذلك كله: بلغ عدد كلمات رد الأستاذ الأربش 551 كلمة، ليس فيها كلمة واحدة تتحدّث عن حقوق السائقين مطلقاً، سوى كلام عام.وتعيد «الشرق» نشر أهم مطالب السائقين التي تجاهلها رد الأستاذ الأربش.ونترك للقارئ الحرية في اتخاذ القرار المناسب له حيال الحقوق العمالية التي أبرزتها «الشرق» وتجاهلتها «حافل».