لم يأت إطلاق تسمية «الأمين» على باصات مشروع توصيل الطالبات من وإلى مدارسهن، اعتباطاً، وإنما للتأكيد على أن الفتيات، سيكن في أيد أمينة، أثناء وجودهن في الباصات، بيد أن هذا الاسم بات مهدداً بالتشويه، بعد اتجاه الشركة، المتعاقدة مع إدارة تعليم البنات في المنطقة الشرقية، لتعيين شبان صغار في السن، كسائقين في باصات المشروع. بعض حافلات الشركة «اليوم» وتقدم عدد من أولياء الأمور، إلى مدير تعليم البنات في المنطقة الشرقية الدكتور سمير العمران، مطالبين بوضع حل لمعاناتهم مع فئة من سائقي حافلات نقل الطالبات، وأشاروا إلى أن هناك بعض التجاوزات الأخلاقية من بعض سائقي الباصات من فئة الشبان»، موضحين «نندهش من تساهل إدارة التربية والتعليم للبنات في مثل هذه الأمور، وخصوصاً في ظل ما يتناقله عدد من الطالبات من تجاوزات أخلاقية تصدر من سائقي الباصات»، مضيفين أن «إدارة تعليم البنات تعلم بالأمر، منذ العام الماضي، ولكنها لا تفعل شيئاً تجاه هذا الأمر». تعليم البنات ويذكر أحمد الغامدي أنه «لا شك أن إدارة التربية والتعليم حريصة أشد الحرص على بناتنا وبناتهم في المقام الأول، وهو حرص تأسس منذ أن انطلق تعليم البنات في المملكة»، مضيفاً «لكن ما نشهده الآن، ونسمعه من بعض أولياء الأمور، يضع الكثير من الاستفهامات»، متسائلاً «هل فعلاً إدارة تعليم البنات في المنطقة الشرقية تعلم حقيقة ما يدور داخل تلك الباصات، وهل تعلم أن مهمة نقل الطالبات قد أوكلت لعدد من الشبان العزاب، من صغار السن؟!، موضحاً «هذه التساؤلات هي التي نريد أن نطرحها على المسؤولين في تعليم البنات بالمنطقة الشرقية، وعلى رأسهم الدكتور سمير العمران، وننتظر الإجابة عنها»، مؤكداً أن ما يصدر من مخالفات تجاه بناتنا الطالبات لا يمكن السكوت عليه، ونريد أن نسأل هل نظامياً يجوز أن توكل مهمة نقل الطالبات إلى شباب أعزب؟». أولياء الأمور، اعتبروا هذا الأمر تجاوزاً خطيراً، للتقاليد السعودية المتعارف عليها، وأكد بعضهم أنهم رأوا سائقين، أشبه في الشكل بالإناث، يتمايعون في علاقاتهم بالطالبات، دون رادع أو مانع. ملابس أنيقة ويبدى محمد الشمري ولي أمر طالبة، دهشته من التجاوزات ونوعها، ويقول: «أسمع كثيراً عن قصص، تشير إلى تجاوزات بعض السائقين، ولكن أن تصل هذه التجاوزات إلى حد تكليف شباب صغير في السن، بقيادة باصات «الأمين»، فهذه تجاوزات وصلت إلى حد مبالغ فيه»، مضيفاً «لا أنسى مشهداً رأيته بأم عيني أمام إحدى المدارس الثانوية للبنات في الدمام، التي وقف بجانبها شاب في الثلاثين، أشبه بالفتاة، يرتدي ملابس أنيقة، ويضع الكريمات ومساحيق الجمال على وجهه وشعره الذي يصل إلى كتفيه، وبيده جوال، وكنت أظن به السوء، من خلال نظراته، وتميّعه في الحديث، وقررت أن أتابعه، لأعرف هل هو ولي أمر إحدى الطالبات أم جاء لمعاكسة الفتيات؟». نقل الطالبات وأضاف الشمري «وهنا جاءت الطامة الكبرى حيث خرجت مجموعة من الفتيات من المدرسة، ونادينه بصوت متغنج، لكي يركب معهن الباص، وإذا به فعلاً يركب الباص، واتضح أنه هو سائق الباص؟! ويؤكد محمد عبدالله أن الكثير من أولياء الأمور، مستاؤون من وجود مثل هذا الشاب، بين الفتيات، ويضيف قائلاً: «لا أستبعد أن تكون هناك تجاوزات داخل الباصات، بين السائقين والفتيات، خصوصاً من هن على شاكلة هذا السائق.وطالب عبدالله بحصر كافة السائقين في مدارس البنات، ووضع نظام يحمي الطالبات، بحيث لا يوظف الشاب غير المتزوج كسائق حافلات، وإذا كان ولابد، فإنه يحضر زوجته معه في مشاوير نقل الطالبات، إضافة إلى إحضار ما يثبت استقامة سلوكه من حيث الصلاة في المسجد، وعدم وجود أي سابقة أخلاقية عليه».
العمران : نعم هناك تجاوزات.. ونحن مضطرون جاء رد مدير عام تعليم البنات في المنطقة الشرقية الدكتور سمير العمران، مغايراً تماماً لحديث أولياء الأمور ، عندما أكد أن إدارته لم تتلق أي شكوى من أولياء الأمور بهذا الخصوص، و قال : « ليس لدي أي شكوى رسمية تقدم بها ولي أمر، يفيد فيها بحدوث أي تجاوزات أخلاقية أو مخالفات من أي نوع، حدثت من سائقي الحافلات تجاه فتياتهم «، مضيفاً « كل ما في الأمر أن هناك شكوى مقدمة ضد بعض الشبان المتجمعين أمام إحدى بوابات مدارس البنات في الدمام، و كانوا يضايقون الطالبات أثناء خروجهن من المدرسة، خلال الأسبوع الماضي، و وصلتنا شكوى بهذا الخصوص، و اتخذنا حيالها القرار المناسب حيث خاطبنا المرور و الشرطة للوقوف على هذه المشكلة من أجل التعامل معها وفق الأنظمة المعمول بها، ومعاقبة المتجاوزين والمخالفين « . وأضاف العمران « أما بخصوص سائقي الباصات في مشروع الأمين، فلم يثبت وقوع أي تصرف سلبي من قبل أي سائق منهم، و بالتالي لا يمكن التحقيق في الأمر ، طالما لا توجد أي شكاوى ، أو تجاوزات « .و في رده على أن وجود بعض الشبان صغار السن كسائقين في باصات توصيل الطالبات، مما يعد مخالفة صريحة للنظام المعمول به في رئاسة تعليم البنات سابقاً، و وزارة التربية و التعليم حالياً ، قال العمران : « نعم هذا الأمر مخالف « ، مستطرداً « نحن مضطرون للاستعانة بالشبان المهيئين خلقياً و مهنيا ً ، للعمل كسائقين في باصات الأمين، لأننا لم نجد عددا كافيا من سائقي الباصات، ممن تنطبق عليهم الشروط المطلوبة كافة «، موضحاً « في الوقت نفسه ، نحن حريصون أشد الحرص على أن يتمتع الشاب السائق في باصات الأمين، بالأخلاق الحسنة و الأمانة و الاحترام، و المظهر اللائق «، مؤكداً « إذا لا حظنا على أي سائق شاب، وجود مخالفة عليه، سواء في حق الطالبات، بالتعرض لهنّ بأي طريقة كانت، أو في طريقة قيادته للحافلة، سواء أكان يسرع أو يقطع الإشارات أو يخالف أنظمة المرور بشكل عام، أو يدخن السجائر في الحافلة، فإننا نستغني عنه مباشرة، وقبل ذلك نحاسبه على تقصيره وارتكابه للمخالفة. الطالبات اثناء توجههن الى الباصات بعد انتهاء اليوم الدراسي (اليوم)