حذَّر رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك، في نداء إلى المجتمع الدولي، أمس، من أن بلاده «على شفير كارثة»، متهماً روسيا بإعلان الحرب على بلاده. وصرَّح ياتسينيوك للصحافيين باللغة الإنجليزية بعد يوم من موافقة البرلمان الروسي على إرسال قوات إلى أوكرانيا «هذا تحذير واضح وليس تهديداً، إنه بالفعل إعلان حرب على بلادي». وأضاف «إذا كان الرئيس بوتين يريد أن يكون الرئيس الذي سيبدأ حرباً بين دولتين جارتين هما أوكرانياوروسيا، فقد كاد أن يصل إلى هدفه. فنحن على شفير كارثة». وناشد ياتسينيوك المجتمع الدولي قائلاً «نحن نعتقد أن شركاءنا الغربيين والمجتمع الدولي بأكمله سيدعم وحدة أراضي أوكرانيا، وسيبذلون كل ما في وسعهم من أجل وقف النزاع العسكري الذي أثارته روسيا الاتحادية». وفي بروكسل، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن، روسيا أمس إلى وقف نشاطها العسكري وتهديدها ضد أوكرانيا، وقال إن تحركات موسكو تهدد «السلام والأمن في أوروبا». وقال راسموسن في تصريح أدلى به قبل اجتماع لسفراء الدول ال28 الأعضاء في الحلف الأطلسي حول الأزمة في أوكرانيا «يجب على روسيا أن توقف نشاطها العسكري وتهديداتها»، وأضاف راسموسن أن «الحلف سيناقش تبعات (الأزمة) على السلم والأمن في أوروبا، وعلى العلاقات بين حلف شمال الأطلسي وروسيا». وفيما تتهم السلطات الأوكرانية الانتقالية روسيا ب»إعلان الحرب عليها»، قال راسموسن إنه طلب عقد اجتماع مجلس الحلف «بسبب تهديدات الرئيس بوتين لدولة ذات سيادة». وأضاف أن «ما تفعله روسيا الآن في أوكرانيا ينتهك مبادئ ميثاق الأممالمتحدة ويهدد السلم والأمن في أوروبا. يجب على روسيا أن توقف نشاطاتها العسكرية وتهديداتها». وتابع «ندعم وحدة وسيادة الأراضي الأوكرانية. وندعم حق شعب أوكرانيا في تقرير مستقبله دون تدخل خارجي». هدَّد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، بتوقيع عقوبات على روسيا، منها عقوبات اقتصادية وحظر سفر، بسبب التحركات الروسية في جمهورية القرم ذاتية الحكم والتابعة لأوكرانيا. وفي مقابلة مع قناة (سي إن إن) الأمريكية، قال كيري إن تصرُّف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القرم «عمل عدواني لا يصدق»، ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة للغاية. وأوضح الوزير أن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة»، وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت هذه الخيارات تتضمن عقوبات محددة، أجاب كيري بالقول «بالقطع». وأضاف الوزير الأمريكي أن هناك «إمكانية واضحة» لمقاطعة اجتماع لمجموعة دول الثماني كان مقرراً له أن يُعقد في يونيو المقبل في سوتشي بروسيا. وتابع كيري حديثه قائلاً إنه على روسيا أن تفهم أن هذا الأمر «جاد ونحن نعني أنه جاد للغاية». في الوقت نفسه، أشار كيري إلى أن روسيا لديها إمكانية اتخاذ خطوات صحيحة لنزع فتيل الأزمة، وأكد أن بلاده على استعداد للتعاون إذا كان الأمر يتعلق بأخذ المخاوف والمصالح الروسية بشكل قانوني في عين الاعتبار.