أقام نادي تبوك الأدبي مساء الإثنين الماضي أمسية شعرية للشاعر جاسم محمد الصحيح، أدارها الشاعر غرامة العمري، واستهلها الصحيح بقصيدة “غراب على شجرة الميلاد”، ثم قصيدة اللعبة العبثية، قال فيها: من غربتي للغربة البشرية/ امتد عبر قصيدة شعرية أتعقبُ (الألف) الشريد لعلني/ يوماً أعود به إلى (العربية). واختتم الصحيح الأمسية بقصيدة في الشاعر الراحل محمد الثبيتي، رحمه الله، في الذكرى الأولى لرحيله بعنوان “موسيقى مؤجلة”، وقال فيها: الريح تنأى.. عزاءً أيها القصب! لن نسمع النّاي بعد اليوم ينتحبُ لن نسمع الخمر تُرغي وسط حنجرةٍ فيها يُحَدثُ عن أسراره العِنبُ وشاعرٌ هرولت في مرج خاطره قصيدةٌ مهرةٌ يعدو بها الخببُ وفي المداخلات التي أثارتها الأمسية الشعرية، قال رئيس النادي الأدبي في تبوك، الدكتور أحمد عسيري، بأننا سمعنا شعراً جميلاً كما هو متوقع من هذا الشاعر الكبير. وأضاف بأنه لفت نظره تميز وحضور الشاعر في أكثر من مسابقة، حيث حصد عدداً من الجوائز، وتساءل عن سر هذا التميز؟ فرد عليه جاسم الصحيح بأن هذه الجوائز ساهمت في تعريفه إعلامياً. كما أشاد الشاعر محمد توفيق بشعر جاسم الصحيح، وقال: لديه ذاتان، الأولى ذات الشعر، والأخرى الذات الإنسانية، وكل منهما تسمو بالأخرى. وأن لديه فلسفة رائعة في الشعر. ولاحظت لطيفة الحارثي في قصيدة “شحاذ الأسرار” وجود رموز كثيرة جداً في النص، وطالبت بضرورة كشف هذه الرموز، فرد عليها الصحيح قائلاً: هذه الرموز تقفز إلى النص بدون قصد، وربما يعود ذلك لأسلوبي الذي اعتدت عليه. في حين ذكر الدكتور سعد عبدالقادر أن جميع النصوص التي عرضها الشاعر في هذه الأمسية جاءت على بحر البسيط والكامل، متسائلاً عن سر هذا التعلق بهذين البحرين؟ فأجابه الصحيح بأنه لا يلتفت لهذا الأمر، لأن ما يعنيه هو الشعر، ولاتهمه البحور والعروض، وقال يبدو أن مشاعري مموسقة على هذين البحرين دون وعي مني. واختتمت الأمسية بمداخلة للدكتورة عائشة الحكمي. من أمسية الصحيح في أدبي تبوك (الشرق) تبوك | خالد الرواضين