قالت الأممالمتحدة أمس الثلاثاء إن السلطات السورية احتجزت 336 رجلاً فروا من مدينة حمص المحاصرة ولا تزال تستجوب معظمهم دون إشراف مباشر لأي طرف ثالث محايد. وكان الرجال الذين تفترض السلطات السورية أنهم في سن القتال من بين 1151 شخصاً فروا من مدينة حمص القديمة المحاصرة الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة من خلال اتفاق لوقف إطلاق النار مُدِّد ثلاثة أيام أخرى الإثنين. وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحفي في جنيف، إن 41 رجلاً من بين هؤلاء الرجال أطلق سراحهم، لكنَّ الباقين يخضعون لاستجواب في مدرسة تحت «الرقابة العامة» لموظفي الحماية التابعين للمفوضية ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسف». وقالت فليمنج: «نحن في المنشأة ونعرف كل شخص هناك، نتحدث إلى كل منهم على حدة، لكن هذه المقابلات لا تطَّلع عليها بالضرورة الأممالمتحدة، هذه مقابلات للفحص الأمني». وتابعت قائلة: «في الغالب نسأل عما نخشاه بشكل عام، عن معيشتهم ووضعهم الصحي ومخاوفهم». وأضافت: «نسألهم أسئلة عن الوضع الإنساني الذي تركوه، وهي معلومات ضرورية جداً بالنسبة لنا لنقلها إلى الزملاء الذين يقومون بتوزيع المساعدات داخل المدينة». وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، إن أي شخص من الذين تم إجلاؤهم بما في ذلك أولئك الذين ألقوا أسلحتهم، لا بد من حمايته من الأفعال المحظورة بموجب القانون الدولي بما في ذلك المعاملة القاسية والتعذيب وإهانة الكرامة. وقال كولفيل: «نشعر أيضاً بقلق بالغ لمعرفة أن عدداً من الصبية والرجال وأسرهم اعتقلتهم السلطات وهم يغادرون المنطقة المحاصرة، من الضروري عدم تعرضهم إلى أي ضرر». وفي السياق ذاته، أعلن محافظ حمص طلال البرازي أنه تم تعليق عمليات إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة حمص أمس بسبب صعوبات «لوجستية وفنية». وقال: «سنستأنف عملية إخراج المدنيين وإدخال المساعدات الغذائية من حمص وإليها غداً صباحاً»، مضيفاً: «لن تتم اليوم لأسباب لوجستية وفنية». وأوضح أن من أبرز هذه الأسباب أن «الأحياء الخمسة التي يوجد فيها المدنيون الذين يجهزون أنفسهم للخروج ليست قريبة من بعضها، الوضع الجغرافي فيها صعب»، مضيفاً: «لوجستياً نبحث عن معبر قريب من أماكن وجودهم لنوفِّر لهم الظروف المناسبة للخروج». وأشار إلى أن من بين الأمور التي يجب القيام بها «إزالة بعض السواتر»، دون أن يعطي تفاصيل حول هذه المعابر. ومنذ الجمعة، تم إجلاء نحو 1200 شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، من الأحياء المحاصرة في حمص القديمة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، بحسب أرقام للهلال الأحمر السوري.