التشجيع الرياضي إحدى طرق إشباع حاجة الانتماء لدى الفرد، وأحد الاحتياجات النفسية الإنسانية، في مرحلة لاحقة يكبر هذا الانتماء في اتجاهات مختلفة سلبية وإيجابية، ويتجاوز إشباع الحاجة إلى ما هو أبعد، تغذيه عوامل عديدة أغلبها سلبي مع الأسف. التعصب إحدى الثمار السيئة لتضخم الانتماء الرياضي وخطره يتجاوز كونه موقفاً عابراً من قضية رياضية إلى تحوّله مع الزمن إلى منهج تفكير، وطريقة تعاطي مع الآخر المختلف في الانتماء، أياً كان هذا الانتماء. التعصب على إطلاقه ارتباط عاطفي لا عقلاني بفكرة معينة، وانغلاق عليها بشكل يرفض الحوار والنقاش مع أي طرح يناولها بنقد أو سوء مهما كان منطقياً. الإعلام الرياضي التقليدي -في أغلبه- أكبر منتج ومؤجج للتعصب، والخطر يأتي من كونه أول من يتلقف العقول الطرية، التي تتلمس طريقها إلى التفكير والتعبير، فيتسلمها عجينة طرية قابلة للتشكل في أي قالب يحتويها! مسح سريع لمنتجات يوم واحد من الإعلام الرياضي، كفيلة بالتوصل إلى قناعة راسخة أن لهذا الطرح الإعلامي كماً وكيفاً يد طولى في صناعة المشهد الحواري العام، وثقافة التعاطي مع الآخر المختلف، بوضعه المتلقي قسراً على مفترقات طرق منذ البداية، طرق متوازية لا تتقاطع أبداً! من المؤسف أن تترك عقول الناشئة الطرية صيداً سهلاً لمن يتخذ التعصب الرياضي وسيلة لتسويق بضاعته الرخيصة، فنحن من سيدفع الثمن، وسندفعه أضعافاً مضاعفة، عندما يتحوّل التعصب إلى منهج تفكير، وأسلوب حياة.