كشفت وزارة الداخلية أنّ عدد القضايا المسجلة في مكافحة المخدرات خلال العامين الماضين بلغت 94 ألف قضية وأن إجمالي المتهمين المقبوض عليهم بلغ أكثر من 119 ألف متهم من جنسيات متعددة، وعرضت المديرية العامة لمكافحة المخدرات عبر فيلم وثائقي في حفل انطلاق الملتقى العلمي الأول للوقاية من المخدرات بجامعة طيبة في المدينةالمنورة أمس، مضبوطات الحبوب المخدرة حيث بلغت أكثر من 181 مليون حبة مخدرة، وبلغ الحشيش المخدر أكثر من 61 طنا، والهروين المخدر بلغت ضبطيته أكثر من 222 كيلوجراما، والقات المخدر أكثر من 2206 أطنان. وكشف الفيلم عن إحصاءات وجهود الدولة في مكافحة المخدرات والوقاية منها في الفترة من تاريخ 1430ه إلى 1432ه ومدى الاستهداف الشرس للمملكة من عصابات المخدرات. وأشارت إحصاءات الفيلم أن القيمة الإجمالية للمخدرات التي ضبطت خلال هذه الفترة بلغت أكثر من 18 مليار ريال، وقد قدم 400 من رجال الأمن أرواحهم فداء للدين والوطن. وقال مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج خلال الملتقى إن مشكلة الاتجار بالمخدرات تعد مشكلة عالمية تؤرق جميع دول العالم وفي العصر الحاضر تعاظم خطرها وزاد الطلب عليها عالمياً بسبب تكاثر سكان العالم وزيادة دخول الأفراد والعولمة وانفتاح المجتمعات والتطور في وسائط النقل والاتصالات مما سهل عملية ترويج المخدرات وتوزيعها، كما تنفق الدول أموالاً طائلة للحد من انتشارها لتأثيرها على مسار التنمية في تلك الدول. من جانبه قال مدير جامعة طيبة الدكتور منصور النزهة إن الملتقى يجيء إسهاماً من الجامعة للتوعية بخطر المخدرات مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات استكمالا للدور الوقائي ليكون مجتمعنا نظيفا بلا مخدرات. وقد شهد الملتقى توقيع مذكرة تعاون بين جامعة طيبة والمديرية العامة لمكافحة المخدرات. وشملت توصيات الملتقى التأكيد على تفعيل برامج الوقاية من الوقوع في المخدرات سيما فئة الشباب والفتيات، والتأكيد على جميع الجهات المسؤولة ذات العلاقة باتخاذ مختلف الوسائل لمحاربة هذه الآفة، والعمل على إعداد وتصميم نموذج وقائي معياري وطني ليسهم في تحديد المشكلة، وأماكن انتشارها وسبل علاجها والإفادة في ذلك من الخبرات الدولية المختلفة، واستثمار التقنية الحديثة في محاربة المخدرات ولا سيما مواقع التواصل الاجتماعي. وأجمع خبراء ومختصون في الشريعة والاجتماع والطب النفسي خلال الملتقى على تعاظم خطر المخدرات على الأفراد والمجتمعات وأنها تقف وراء نسبة كبيرة من الجرائم التي يرتكبها أفراد يتبين أنهم مدمنون على تعاطي المخدرات. وركز استشاري الطب النفسي الدكتور عبدالله بن محمد الشرقي على سبل الوقاية النفسية من الانغماس في تعاطي المخدرات، وقال إن دراسة علمية أعدت مؤخراً كشفت أن 5% من سكان العالم مدمنون على المخدرات فيما يتعاطى 1% من سكان العالم المخدرات بشكل مفرط، وأفاد بأن المخدرات تنتشر في العالم بعدة أنواع وعلى رأسها (حبوب الكبتاجون)، وكشف الشرقي أن المملكة جاءت في صدارة دول العالم من حيث حجم ترويج (حبوب الكبتاجون) وانتشارها، ما يوضح استهدافها من عصابات الترويج في الخارج والداخل، موضحا أن المملكة سجلت أعلى عمليات القبض وضبط المروجين وكميات المخدرات وفق آخر الإحصائيات الدولية، حيث يوازي حجم ما تم ضبطه داخلياً ربع كميات المخدرات التي تم ضبطها عالمياً.