كشف مشاركون في ملتقى الوقاية من المخدرات أمس أن المملكة تضبط 25% من المخدرات حول العالم وأن 90% من السجناء تعاطوا مخدرات . وقال استشاري الطب النفسي الدكتور عبدالله بن محمد الشرقي : إن 5% من سكان العالم مدمنون على المخدرات موضحا أن المخدرات تنتشر في العالم بعدة أنواع وعلى رأسها حبوب (الكبتاجون)، وكشف أن المملكة جاءت في صدارة دول العالم من حيث حجم ترويج حبوب الكبتاجون وانتشارها، كما أوضح انها سجلت أعلى عمليات القبض وضبط المروجين وكميات المخدرات وفق آخر الإحصائيات الدولية حيث يوازي حجم ما تم ضبطه داخلياً ربع كميات المخدرات التي تم ضبطها عالمياً. وأوضح د. الشرقي أن الإدمان في مرحلته الأولى يكون اختياراً ثم يكون قسرياً يجبر الشخص على الاستمرار في تعاطي المخدر والسعي إلى الحصول عليه بكافة السبل. كما أفاد بوجود ارتباط قوي بين الإدمان والاضطرابات النفسية تصل إلى 90% لاسيما الاضطرابات الذهانية التي تعد نوعاً من الجنون. وأوضح أن إنفاق دولار واحد في العلاج من المخدرات يعني خفض الإنفاق على شراء المخدر بمقدار خمسة دولارات . وخلال الجلسة الأولى للملتقى العلمي الأول للوقاية من المخدرات ، ربط عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة إمام وخطيب مسجد قباء مدير عام مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة صالح بن عواد المغامسي بين ضعف الوازع الديني والإدمان على المخدرات . وتناول استاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإٍسلامية مدير مركز أبحاث ودراسات الجريمة في وزارة الداخلية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف، تأثير المخدرات على الجهاز العصبي للإنسان واضرارها على الفرد والمجتمع وقال: إن العلامات التي تدل على إدمان الشخص على المخدرات متعددة ومن بينها رائحة الفم الكريهة وجفاف الشفاه، رعشة اليدين واحمرار العينين، كما عدد د. اليوسف، أبرز السمات التي يتركها مدمن المخدرات ومن أبرزها ضعف القدرة على التوافق الاجتماعي، وارتكاب الجريمة والتدهور في علاقاته الاجتماعية، وقال : إن 90% من الجرائم التي تقود مرتكبيها إلى السجن كشفت أنهم يتعاطون المخدرات. وقال إنه عمل لأكثر من 10 سنوات في السجن ووقف على العديد من جرائم السرقة والاعتداء وكانت نسبة كبيرة من مرتكبيها يتعاطون شتى أنواع المخدرات وبخاصة حبوب الكبتاجون والكحول. وفي الجلسة الثانية استعرض الملتقى محور التوعية والطب الوقائي وجهود المملكة والبرامج الإعلامية حيث قال العميد المتقاعد الدكتور عبدالله العتيبي : إن أكثر من 200 مليون شخص يشكلون 4% من سكان العالم يتعاطون المخدر بشكل أو بآخر، وأن المدمنين فقط 12% . وقدم نائب مدير عام مكافحة المخدرات لشؤون المكافحة العميد أحمد بن جمعان الزهراني ورقة بعنوان (جهود المملكة في مكافحة المخدرات في المجال الأمني) و ألقى مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبدالإله الشريف الورقة الأخيرة في الجلسة الثانية والختامية بعنوان (الخطط الاستراتيجية والبرامج الإعلامية في مجال مكافحة المخدرات) . واوصى الملتقى بإعداد وتصميم نموذج وقائي معياري وطني لتحديد المشكلة وأماكن انتشارها وسبل علاجها والإفادة في ذلك من الخبرات الدولية المختلفة . كما دعا الى استثمارالتقنية الحديثة في محاربة المخدرات ولا سيما مواقع التواصل الاجتماعي،وبناء علاقة منظمة ومقننة للاستفادة من جهود الجامعات السعودية في مجال المخدرات عبر إنشاء مركز لتنسيق هذه الجهود واستثمارها . كما أوصى بضرورة استشعار مسؤولية جميع أفراد المجتمع تجاه التصدي لمشكلة التدخين والمخدرات، والتأكيد على قبول متعاطي المخدرات والعمل على اندماجه في المجتمع وعدم إشعاره بالرفض الاجتماعي أو الأسري، وتفعيل دور المؤسسات الاجتماعية فيما يتعلق بالرعاية اللاحقة لنزلاء السجون بصفة عامة ولنزلاء المصحات الطبية للعلاج من الإدمان وتأهيلهم بمراكز مختصة بعيداً عن التنويم الداخلي، وتضمين المناهج الدراسية ما يفيد عن أضرار المخدرات الجسمية والاجتماعية والنفسية.