فيما كشف فيلم وثائقي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات عن إحباط تهريب وترويج مخدرات بقيمة 18 مليار ريال خلال الفترة من عام 1430 إلى 1432، أكد مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج، أن مشكلة الاتجار بالمخدرات تعد مشكلة عالمية تؤرق جميع دول العالم. وأشار إلى أن خطرها تعاظم في العصر الحالي حيث زاد الطلب عليها عالميا بسبب تكاثر سكان العالم، وزيادة دخول الأفراد والعولمة، وانفتاح المجتمعات والتطور في وسائط النقل والاتصالات مما سهل عملية ترويج المخدرات وتوزيعها. وأوضح أن الدول تنفق أموالا طائلة للحد من انتشارها نظرا لتأثيرها على مسار التنمية في تلك الدول. وأضاف المحرج أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات فتحت قنوات الاتصال والمشاركة في المنظومة الدولية لمحاربة عصابات الشر والفساد وقطع دابرها، وذلك في إطار التعاون الدولي الجماعي المختص بمكافحة المخدرات، والسعي إلى عقد الاتفاقيات الثنائية مع عدة دول، حيث استطاعت المملكة التصدي للكثير من محاولات التهريب وإحباطها محليا وإقليميا ودوليا. وقال المحرج في كلمته أمس خلال اللقاء العلمي الأول للوقاية من المخدرات والمعرض المصاحب له المنعقد بجامعة طيبة في المدينةالمنورة، إنه يجب أن يوازي هذه الحرب تجاه المخدرات خفض تأثيرها، ولذلك كثفت المديرية جهودها في مجال الوقاية من المخدرات، وتوعية المجتمع من خلال التعاون مع أجهزة الدولة الأمنية والتعليمية والإدارية، حيث وقعت المديرية مذكرات تعاون مع بعض الجامعات وجهات حكومية أخرى. من جانبه، أوضح وكيل جامعة طيبة للشؤون التعليمية الدكتور شايع القحطاني أن مشكلة تعاطي المخدرات خطيرة، وذلك لآثارها المدمرة على المجتمع والفرد. وقال: يجب المساهمة في حماية أبناء الوطن من هذه السموم، مشيداً بالدور الكبير لمديرية مكافحة المخدرات في محاربة هذه الآفة الخطيرة. وأشار إلى دور الجامعة في هذا المجال من خلال تقديم الأبحاث والإسهام في إقامة البرامج التوعوية لحماية المجتمع. عقب ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن جهود المديرية العامة لمكافحة المخدرات تصدره كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي قال فيها "إن الحرب على الإرهاب يجب أن تتم من خلال القضاء على تجارة الأسلحة والمخدرات وغسل الأموال". واستعرض الفيلم جهود المملكة في محاربة المخدرات والضبطيات من عام 1430 إلى 1432، وجهود الوقاية من هذه الآفة. وتنفذ 13 إدارة عامة لمكافحة المخدرات مهامها داخل المملكة، وتتفرع منها 97 إدارة وشعبة وقسما موزعة على كافة المدن والمحافظات. كما يوجد نشاط خارج المملكة مع الدول الشقيقة والصديقة لكل ما يتعلق بمحاربة المخدرات من خلال 27 مكتبا خارجيا، والتي أثمرت خلال السنوات الأربع الماضية عن إحباط تهريب أكثر من 235 مليون حبة مخدرة، وما يفوق 94 طنا من الحشيش المخدر، وأكثر من 26 كيلوجراما من الكوكايين. إلى ذلك، ذكر مدير جامعة طيبة الدكتور منصور النزهة في كلمته، أن الجامعة تساهم بإقامة هذا الملتقى العلمي للتوعية من المخدرات بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات استكمالا للدور الوقائي في حماية المجتمع من المخدرات.