قال المعارض السوري وعضو المجلس الوطني غسان المفلح الموجود في جنيف ل «الشرق»: إن قوات الأسد كثَّفت قصفها المدن السورية، وإن عديداً من المناطق تعرضت لقصف عنيف بالطيران الحربي والمروحي بالبراميل المتفجرة عشية بدء المفاوضات اليوم بين الطرفين، وقال المفلح يجب على الدول الراعية أن تضغط على النظام لفك الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، وهذه المسألة ليست مجالاً للتفاوض، مؤكداً أن النظام ليس لديه قضايا إنسانية ليفاوض عليها، وإنما يسعى لمبادلة هذه القضايا بمكاسب سياسية كما حاول مع أكثر من منطقة تحاصرها قواته، وتوقع المفلح أن تبدأ المفاوضات اليوم بين وفدي المعارضة والسلطة بإدارة الأخضر الإبراهيمي، لكنه رجَّح ألَّا تكون على طاولة واحدة. وأشار إلى أن الأخضر الإبراهيمي سيلعب دور الوسيط في نقل وجهات النظر بين الطرفين، وأكد أن مباحثات مطولة جرت أمس بين الوفود المشاركة في المؤتمر لأجل التوصل إلى جدول أعمال يضمن نجاح المؤتمر ولو جزئياً. وأكد المفلح أنه لا وجود لما يسمى بالقضايا الإنسانية بمعزل عن القضية الأساسية، فكل ما يجري في سوريا نتج عن صراع سياسي عمل النظام على تحويله إلى مشكلات إنسانية كالجوع والاعتقال والنزوح والتشريد والتهجير، وأشار إلى موضوع الإرهاب الذي يصرُّ النظام على تقديمه على القضية الأصل في مقررات جنيف1، وهي عملية الانتقال السياسي وتشكيل حكومة انتقالية تقود البلاد لمرحلة ما بعد الأسد، وأن جنيف2 أُعدَّ لهذه القضية السياسية التي تنهي معاناة الشعب السوري وجميع مشكلاته مرة واحدة مع رحيل الأسد ونظامه، ولم يُقرر جنيف لمواضيع جانبية كانت نتيجة للصراع، وأشار المفلح إلى العملية التي حصلت في مدينة المعضمية جنوبدمشق حيث كان مطلب الأسد سياسياً، في رفع علمه وصوره فوق المدينة مقابل دخول المواد الإغاثية وتسليم أسلحة المقاتلين، واعتبر أن هذا ما يؤكد أن القضايا الإنسانية لا يمكن فصلها عن القضية السياسية ومطالب السوريين الأساسية في رحيل النظام بكل رموزه. ميدانياً، قصف الطيران الحربي بالقنابل والبراميل المتفجرة عدة مناطق من اللاذقية غرباً إلى درعا جنوباً مروراً بحمص وصولاً إلى حلب، وذكر ناشطون أن شهيدين سقطا أمس في مخيم اليرموك الفلسطيني جنوبدمشق بسبب الجوع ونقص المواد الطبية والأدوية. وفي ريف حمص، قالت لجان التنسيق المحلية إن الطيران الحربي قصف قرية الزارة ودمَّر أحياء بأكملها وسقط العشرات بين قتيل وجريح، فيما تعرضت أحياء حمص المحاصرة إلى قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وأفاد ناشطون أن اشتباكات عنيفة دارت أمس بين قوات الأسد المتمركزة في حاجز ملوك شمالي المدينة وبين كتائب الجيش الحر كما جرت اشتباكات على محاور داخل المدينة. وقصف الطيران الحربي قلعة الحصن وبلدة الشواهد في ريف حمص الغربي، كما استهدفت قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة والدبابات مدن وبلدات الغنطو والحولة والدار الكبيرة كما أفادت شبكة شام الإخبارية. وفي ريف دمشق، استهدف الطيران بلدة خان الشيح بغارتين جويتين، وفي الغوطة الشرقية أفادت شبكة شام الإخبارية أن بلدة كفر بطنا تعرضت أمس لقصف صاروخي، فيما استهدفت قوات الأسد مجمع حي القدم الصناعي جنوبدمشق بقصف مدفعي عنيف. وأفادت شبكة شام الإخبارية أن مدن وبلدات رنكوس وخان الشيح والزبداني ويبرود وداريا تعرضت لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية. وقال المكتب الإعلامي في الغوطة الشرقية إن طيران النظام شن أربع غارات جوية على أطراف بلدة أوتايا، كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة بلدة حزرما مما تسبب في سقوط عدد من الجرحى من بينهم نساء وأطفال. وفي حلب، قصف الطيران الحربي منطقة دوار جسر الحج وعدة مناطق أخرى في مدينة حلب، فيما استمرت الاشتباكات على عدة محاور في مناطق ريف حلب بين مقاتلي «داعش» وكتائب من الجيش الحر، وأكد ناشطون أن «داعش» سيطرت أمس بشكل كامل على مدينة منبج. وفي ريف اللاذقية، ذكر ناشطون أن طائرات مروحية ألقت براميل متفجرة على قرية الغنيمية ووادي الشيخان، وتعرضت بلدة الغارية الغربية في ريف درعا جنوبسوريا إلى قصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات.