يستخدم كثير من الناس المواقع الإلكترونية المتخصصة برفع ومشاهدة مقاطع الفيديو، التي تمكن المشترك فيها من نشر مقطع فيديو خلال ثوان معدودة. بعض هذه المواقع تحظى بانتشار بين الشباب والفتيات، ينشرون فيها مقاطع تتسم معظمها بالسخرية والسلوكيات الخاطئة وألفاظ بعيدة عن الأدب تعكس صورة سلبية عن سوء استخدام الموقع. الأمر المخيف هو توسع انتشار مثل هذه المواقع بين مختلف الأعمار دون إدراكهم لاضرار استخدامها وتأثيرها السلبي. ربما تعود سرعة انتشار هذه المواقع لسهولة استخدامها دون حسيب، أو نقص المتابعة من الأهل لتصرفات أبنائهم وبناتهم، وفقدان الجيل الجديد الوعي والإدراك الكافي لسلبيات النمو التقني الحديث، أو ابتعادهم عن التوجهات والنصائح عن مساوئ التطور. مشترك في أحد تلك المواقع يقول إن المقاطع المملوءة بالسخرية والألفاظ السيئة، التي يبحث أصحابها عن الشهرة، هي أكثر المقاطع التي تسجل أعلى معدلات المشاهدة بين المتابعين، في حين أن التسجيلات الهادفة وذات الغاية السامية أو التي لها هدف فكري أو توعية المجتمع قليلة المشاهدة. هناك شاب رفع مقطعاً صوّر فيه منزل عائلة فقيرة وعرض حالها للبحث عمن يعينهم ويساعدهم، لكن لم يجد اهتماماً من المتابعين أو حتى مجرد الاهتمام في الموضوع. وفي المقابل تجد مقاطع أخرى تعرض ما يؤثر على الأخلاق تلقى نسب مشاهدة عالية وتعليقات بالجملة. بعض الشباب يهدرون وقتهم وجهدهم في تسجيلات مرئية لا تفيدهم في شيء. وأوقات الفراغ وفقدان الرقابة وغياب الأهل عن أخطاء أبنائهم وعدم المقدرة على التعامل معهم تسجل مزيداً من «أبطال» هذه المواقع! تأثر كثيرون سلبياً بهذه المواقع، على طريقة تفكيرهم وتدني سلوكهم وفقدان روح التعامل مع أصدقائهم الواقعيين، وسهلت لأصحاب الفكر المعقد وذوي العقول المريضة في نشر أفكارهم والتحريض على العنف، والإصابة بالاكتئاب وتدني تقدير الذات لدى الفتيات المراهقات. وسائل التواصل الاجتماعي الجديد سلاح ذو حدين، فيها إيجابيات لا مجال لإنكارها، فهي أفادتنا في التواصل مع الأصدقاء والعائلات، وعرفتنا بالعالم من حولنا، ولكنها في المقابل، أصبحت الشغل الشاغل للشباب، وتحوّلت من وسائل تواصل إلى وسائل تصنع العزلة الاجتماعية لدى كثيرين، فلا تتعدى نظرتهم أبعد من النظر إلى شاشة الجهاز الذكي. أخيراً.. أي إنجازات مهمة يمكن تحقيقها من خلال جهد فردي، لذلك أؤمن بأن كل إنجاز مهم يبدأ من رؤية الفرد واستيعابه لاضرار التطورات الحديثة في وسائل التقنية وتمكين قدراته للاستفادة منها دون التأثر سلبياً. علينا التواصل مع الآخرين في الواقع، واستغلال كل ما يدعم الروابط الاجتماعية مع مختلف الأعمار والشخصيات وتحسين التصرف لنمو وتطور المجتمع من خلال التواصل الاجتماعي، واتقان التعلم لفن التواصل وهي مسؤولية ذاتية لكل فرد.