من بعد انتشار مقاطع اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع وإمكانية الحصول على حسابات للاستخدام من قبل الجميع، كان لبعض المستخدمين ان يقوموا بشد انتباه المتابعين لحساباتهم من خلال هذه المواقع وذلك عن طريق استعراض بعض من التصرفات الغريبة وغير المقبولة، ومنها استغلال الأطفال في مقاطع اليوتيوب، ليصبح المشهد الأول لطفل يمسك السيجارة بمراقبة عائلته، بينما المشهد الثاني كان لأب يمنح «نبتة القات» لأطفاله ليتناولوها في مشهد مصحوب ببعض الموسيقى، بينما كان المشهد الأخير لحوار مصحوب ببعض العبارات الخادشة بين الأب وطفله. كما أن هناك الكثير منها منتشر على اليوتيوب لتحمل مسمى «الممنوع مرغوب». «المدينة» بدورها تحدثت لمجموعة من السيدات حول انتشار هذه المقاطع السلبية للأطفال والتي أشار بعضهن إلى ان هدفها عائد إلى تكوين أعلى نسب المتابعة في الموقع. البداية كانت مع أم عبدالرحمن، وهي سيدة في الأربعين من العمر والتي افتتحت حديثها بقولها: وصلتني مثل هذه المقاطع عبر( الواتس أب) حيث كان إحداها مشهدا لطفل يتناول «القات» في ظل متابعة عائلته، وقد استفزني الموضوع كثيراً وحملت العتب في ذلك على العائلة التي تجهل تبعات تصرفها والذي من الممكن أن يشاهده أبناؤنا ومن ثم يعمدون إلى تقليده خصوصا في وقتنا الحالي الذي يحمل فيه أطفالنا الأجهزة الحديثة الحيوية. وتوافقها الرأي سالمة عبدالرحمن والتي قالت: العائلة تتحمل النسب الأكبر في انتشار مثل هذه المقاطع ولكن اعتقد بأن الكثير من المقاطع مبنية على تصوير عفوي للعائلة وهدفه الضحك على تصرف أطفالهم ولكن الواضح للجميع بأن أفراد العائلة التي تقوم بترويج المقطع ونشره عبر مواقع التواصل فهو بغية للوصول لهدفين إحداهما اكتساب نسبة مشاهدة عالية وثانيهما لفت أنظار المتابعين لشخصهم خصوصا إن لم يرتبطوا بالتعليم او الثقافة. وللإطلاع على تفاصيل الموضوع وانتشاره بشكل أكبر تحدثت «المدينة» للدكتورة فاطمة الأنصاري عضو في منظمة العفو الدولية والناشطة في حقوق الطفل والتي افتتحت حديثها قائلة: من حقوق الطفل على أهله ان يقوموا بتوفير أساسيات الحياة الكريمة له والتي أهمها المسكن المناسب والمأكل المناسب والتربية الجيدة والمناسبة له وتابعت بقولها: تقوم التربية السليمة على أسس عديدة، ومهمة المربي فيها ذات أهمية ودور كبير حيث ينصب عمله على حماية الطفل من المخاطر المتوقعة والسلوكيات المرفوضة التي من الممكن ان تؤثر على تنشئته، وأضافت: للأسف انتشار مقاطع الفيديو واليوتيوب للأطفال وهم يمسكون السيجارة او يقومون بأكل القات او تبادل بعض الألفاظ البذيئة ستؤثر على الطفل تأثيرا سلبيا نتاجه سيظهر في المستقبل. وبسؤالها عن الدور المفترض من المجتمع تجاه من يقوم بهذه التصرفات قالت: المفترض ان يتخذ أفراد المجتمع ردة فعل صارمة وحادة تجاه من يقوم بترويج هذه المقاطع، ومن الأساليب البسيطة والسريعة والممكنة ان يتشارك الأفراد فيها: الاستهجان من تصرف المربي من خلال تدوين العبارات السلبية على تصرفه مما سيحد من محاولته في رفع مقاطع مشابهة إلى جانب ذلك لابد ان تتم مقاطعة من يرفعون مثل هذه المقاطع وعدم تبادل المقاطع وتداولها مع العائلة او الأصدقاء، كما أشارت بحديثها إلى ضرورة تكثيف برامج التوعية والتثقيف للمربين وتسليط الضوء على موضوع التربية وأهميته لدى أفراد العائلة. وللأسف البعض يفسر ان تصرفه مع الطفل كان من باب المزاح والضحك ولكنه لايعلم بأن تصرفه هذا قد يقتل الطفولة ويرسخ عملية التقليد السلبي لدى الأطفال الآخرين، كما انه يقوم بالمسح التام للتصرفات والمعلومات الايجابية التي تكونت لديه مسبقا. وعن دور الجهات المسئولة أضافت بقولها: من المفترض أن تقوم الجهات الرقابية بدورها الكامل تجاه هذه المقاطع المنتشرة فالطفل نواة المجتمع ولابد من الرقابة الشديدة على كل ما يتعلق به. كما طالبت بأن يفعل دور الجهات المسؤولة من خلال حجبهم للمقاطع السلبية للأطفال ومثلها بذلك كالمواقع السيئة وسلبية التأثير على المجتمع الإسلامي وأفراده وذلك بتطبيق سياسة الحجب عليها لكونها مواقع محظورة التداول. وأضافت قائلة: المفترض ان يكون هناك اهتمام كبير بكل المقاطع التي قد تؤثر على تنشئة الطفل إلى جانب عدم استهواننا بها وبوقعها على الأطفال فالمجتمع السليم نتاج بيئة وتربية سليمة. المزيد من الصور :