طالب علماء وشيوخ ووجهاء الفلوجة، حكومة المالكي بوقف القصف المكثف على الأحياء السكنية في الأنبار والفلوجة بشكل «عاجل وفوري» واستنكروا تصريحات محافظ الأنبار وأحمد أبو ريشة «التصعيدية» ضد الفلوجة، وحمّلوا المحافظ وأبو ريشة مسؤولية إراقة الدماء في المدينة، مؤكدين «عدم وجود عناصر مسلحة فيها». ورأى سياسيون وإعلاميون، أن «التعتيم» على الأحداث الجارية في الأنبار جزء من العملية السياسية في العراق، وأنه أبقى الأخبار المتناقلة عن ساحة العمليات «أحادية الجانب»، منتقدين عدم وجود قيادة موحدة للقوات الأمنية العاملة في المحافظة، أو ناطق رسمي يطلع الرأي العام على تطوراتها، في حين نفى نائب من ائتلاف المالكي، وجود أي «تعتيم» على تلك العمليات، عازياً عدم السماح للإعلاميين بتغطيتها إلى «الطبيعة الحساسة» لما يجري في الأنبار. فيما وجّه القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي نداءً إلى «أهالي الفلوجة وعشائرها بطرد الإرهابيين من المدينة حتى لا تتعرض أحياؤها إلى أخطار المواجهات المسلحة». وتجددت الاشتباكات بين قوات الجيش وتنظيم القاعدة شرقي الرمادي، وذكر مصدر أمني أن اشتباكات مسلحة اندلعت أمس في منطقة الجزيرة شرقي الرمادي، كما اندلعت فجر أمس اشتباكات مسلحة بين أبناء العشائر في الفلوجة وعناصر من تنظيمات «داعش» في ثلاثة أحياء جنوب ووسط المدينة، وشن أبناء العشائر في مدينة الفلوجة هجمات واسعة على «داعش» الموجودين في أحياء نزال، والرسالة، وجبيل، وتمكنوا من طردهم من هذه الأحياء بعد تكبيدهم خسائر بالأرواح، مؤكداً أن أبناء العشائر باتوا يسيطرون على أغلب أحياء المدينة. وتواصلت حركة نزوح المئات من أبناء المدينة باتجاه مدينة الصقلاوية جنوبا، خشية تجدد الاشتباكات المسلحة فيها، نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي والماء والخدمات الأساسية الأخرى وأعلن مصدر أمني في الأنبار انتشار قوة من عمليات الجزيرة والبادية وبدعم من المروحيات على الحدود مع سوريا والأردن غربي الأنبار لمنع تدفق المسلحين من سوريا إلى العراق. وقال علماء وشيوخ عشائر الفلوجة في بيان لهم «يستنكر علماء الدين وشيوخ العشائر والمجاهدون من أبناء العشائر ومثقفو الفلوجة القصف الكثيف على الأحياء السكنية وسقوط عدد من الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ بين قتيل وجريح»، وأضاف البيان «ندين ونستنكر تصريحات المحافظ وأبو ريشة ورئيس مجلس المحافظة وقائد الشرطة بخصوص تصعيد الخطاب الذي يفسر بأنه ضد أهالي الفلوجة»، مبينين أن «في حالة الاعتداء على الفلوجة نحمّل المحافظ وأبو ريشة وكل من يشارك، مسؤولية إراقة الدماء، وأهالي المدينة قادرون على الدفاع عنها ولا يحتاجون من يعاونهم». وتابع البيان «لا وجود لعناصر مسلحة في الفلوجة وفي الأحياء والأسواق والوضع الأمني مستقر بشكل كبير ومن يريد مصلحة أهل الأنبار لا يكون له وجهان». وأكد مجلس محافظة الأنبار، أن الوضع الإنساني في مدينتي الفلوجة والرمادي «صعب» جراء النقص الكبير في المواد الغذائية والإنسانية، مبيناً أن مئات العائلات نزحت من الفلوجة نتيجة تعرضها للقصف العشوائي من قبل قوات الجيش. ويقول النائب المستقل، حسين الأسدي إن «التعتيم على العمليات الجارية في الأنبار، وعدم وجود ناطق رسمي يطلع الشعب على تطوراتها، شكّل خللاً وسبّب إرباكاً للجهات الأمنية ذاتها»، منتقداً «عدم وجود قيادة موحدة للقوات الأمنية العاملة في الأنبار مما أربك المشهد الأمني المحلي».