لم يحظ أدب وثقافة الطفل السعودي في المملكة العربية السعودية بالاهتمام والعناية التي يستحقها، كالذي حظي به الطفل في بعض الدول العربية والإسلامية والأجنبية، التي توفر له دراسات وبحوث وكتباً ومؤلفات ودواوين شعر وغيرها من عدد من المختصين والنقاد والتربويين والمثقفين والأدباء وغيرهم. إن ثقافة الأطفال، هذا العالم الرحب الجميل، الذي من المفروض أن نقدمه لأطفالنا (من الجنسين)، منذ نعومة أظفارهم، عرف الكثير من الازدهار العابر في سنوات ماضية في كثير من دول العالم المتحضر والراقي، فاهتمت المؤسسات الأدبية والثقافية الرسمية والخاصة، وكذلك الإعلام بجميع وسائله، والأدباء والشعراء وبرزت أسماء كبيرة من المتخصصين والمتخصصات في أدب وثقافة الأطفال. ولكن هذه الطفرة الأدبية الثقافية، ما لبث أوارها أن خمد، لأسباب متعددة، وأخذت – بعدها – بعض المؤلفات الثقافية والأدبية من كتب ودواوين تطل علينا باستيحاء، ثم تراجعت معها أقلام الكتَّاب والنقاد عن دراسة الأدب والثقافة للأطفال، وهي في الأصل لم تفسح له حيزاً واسعاً في دراستها الجادة، وأصبح من التهاون والتساهل أن يترك نقد الثقافة للكتابات الصحفية السريعة التي تهتم بالتعريف والتنويه والعرض، أكثر ما تهتم بمسائل الثقافة. ولأدب وثقافة الطفل سمات، كما للطفولة خصائص. وكذلك فإن أدب وثقافة الطفل هما الوسيلة المثلى للوصول إلى عقول الصغار، بغية تطوير قدراتهم، وصقل تفكيرهم وقوة تعبيرهم، وتحسين أدائهم، وتنمية ملكة إبداعاتهم، والإحساس بالجمال، وتحبيب الهوايات إلى نفوسهم البريئة والمتفتحة على الحياة والارتقاء بمشاعرهم. ومن المتعارف عليه أن عناصر الأدب والثقافة عند الأطفال والكبار هي أربعة: العاطفة – المعنى – الخيال – اللغة، وأهم مصادر أدب وثقافة أطفالنا في الماضي، كانت: القرآن الكريم وسنة رسوله العظيم صلى الله عليه وسلم – سير الخلفاء والصحابة والقادة المسلمين – القصص الدينية – الحكايات الشعبية التي ترويها الأمهات والجدات – وما يراه الأطفال حولهم وما يعايشونه في مجتمعهم الكبير والصغير. يضاف لها اليوم الكتب والمجلات المصورة والتراجم الحديثة – التلفاز والشبكة العنكبوتية (إنترنت – فيس بوك – تويتر – يوتيوب) – آي باد – الهواتف النقالة. أخيراً مع مزيد من الأسف، لا يملك الأهل حالياً – مع انتشار الأجهزة الإلكترونية المتنوعة – إلا القيام بتسليح أطفالهم بالطرق التي يستطيعون بها التمييز بين (الغث) و(السمين)؛ ليختاروا ما ينفع أطفالهم، ويدركوا غير المفيد والضار من المعارف فينبذونه!