قال الأديب المصري عبدالتواب يوسف أحمد إن السر في كون الأطفال يستمتعون بما يقدمه لهم الغرب سواء أكان مرئيا أو مقروءا سببه أن الغربيين وظفوا عنصر التشويق لجذب انتباه الطفل على أعمالهم الأدبية أو الفنية، بينما نحن لازال أسلوبنا يقوم على المنهج التعليمي أكثر منه تشويقيا وممتعا ولذلك حاولت أن اتبع أسلوبا خاصا في قصصي التي قدمتها للأطفال وهو الأسلوب الذي يسعى لتحقيق هدفين تربويين هما جذب مخيلة الطفل للتعايش مع القصة وسبر أغوارها التربوية وتحبيب الطفل في القراءة من خلال توظيف عنصري التشويق وعنصر الرمز الذي ينتقيه من مسميات مألوفة لدى الطفل ومن بيئته المحيطة به. جاء ذلك خلال تكريم الأديب المصري في اثنينية عبدالمقصود خوجة مساء أمس الأول بجدة، ويعتبر عبدالتواب من الكتّاب العرب المتخصصين في كتب وقصص الأطفال، وتبلغ مؤلفاته في هذا المجال أكثر من 500 كتاب. وأشار الأديب المصري إلى أنه كرّس ردحا من عمره في ميدان الطفل، موظفا كل ما أوتي من خيال واسع، وأسلوب تربوي ممنهج لخدمة هذا الفن من الأدب الذي لم يحظ بالاهتمام المطلوب ولم يرق إلى المستوى المرغوب لخدمة الطفل واحتياجاته الفكرية التربوية. وفي سؤال عن رأيه حول ترجمة أدب الأطفال الغربي وكيف انعكست الثقافة الإلكترونية على شكل الأدب المقدم لأطفالنا ومضامينه، قال عبدالتواب: الكتب أشبه بالأبناء يصعب على الواحد أن يفضّل أحدها على الأخرى، وكذلك الكتب مثل البشر، فمنها من يلقى نجاحا مبهرا من غير سبب وجيه، ومنها ما يكتب له النجاح بغير سبب أيضا، وضرب بذلك كتاب “هاري بوتر” الذي حقق رواجا ربحيا كبيرا، وأنا متتبع لأدب الأطفال في العالم وأحببت عددا منهم وعلى رأسهم أندرسون حيث ترجمنا له 34 قصة، ويتم الاحتفال به سنويا والذي يتزامن مع يوم الكتاب العالمي. وكان عبد المقصود خوجة قد استهل الأمسية بالحديث عن المحتفى به حيث قال: سعداء بتكريم الأستاذ عبدالتواب يوسف أحمد، أحد أبرز المعاصرين الذين برزوا في هذا التخصص النادر.. فقد ظل أدب الطفل لسنوات طوال المرغوب المرهوب.. كثر الحديث عنه، وقل العطاء في بيادره.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً بضيفنا الذي ساهم وقدم مشكوراً 595 كتابا للأطفال طبعت في مصر، و125 كتابا للأطفال طبعت في البلاد العربية، و40 كتابا للكبار.. ومن أهم ما ألفه للأطفال كتاب “حياة محمد في عشرين قصة”.