شيعت العاصمة الرياض أمس الأديب والمؤرخ سعد بن عبدالعزيز بن رويشد، عن عمر تجاوز 104 سنوات، وأمّ المصلين في الصلاة عليه عقب صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله رئيس هيئة كبار العلماء، مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، فيما تقدم المصلّين أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، ونائبه الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز. وعرف بن رويشد، الذي ولد في الرياض عام 1331ه، وتوفي فجر الإثنين الماضي في مزرعته بالدرعية، بأنه مؤرخ الملك عبدالعزيز، وعمل في خاصة الملك المؤسس لأكثر من عشرين عاما في قصر المربع، وقام بجمع ديوان الشاعر محمد بن عثيمين ونشره تحت عنوان «العقد الثمين من شعر محمد بن عثيمين»، وسيكون عزاء الراحل للرجال في منزله في حي عليشة، وللنساء في مزرعته بالدرعية. واعتبر رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الحيدري، أن جمع الراحل لشعر ابن عثيمين شاعر نجد الكبير في ديوان واحد يعد حسنة لن ينساها مؤرخو الأدب في المملكة، فيما وصف عضو نادي الرياض الأدبي عبدالله سالم الحميدان، الراحل بأنه واحدٌ من المثقفين النابغين، وأنه يمتاز بذاكرة واعية وأسلوب أدبي شفيف، وتعامل رفيع مع كلّ من يعرفه ويلتقيه، وقال إنه عُرف بجدّه وحرصه على الإتقان والمبادرة والتفوّق في أدائه العملي، وحديثه الأدبي، وحضوره الاجتماعي، لذلك كان محبوباً لدى جميع من ارتبط بهم من رفقة الحياة كما تبيّن ذلك سيرة حياته، وما ينبثق من ذاكرته الحاضرة المسكونة بالذائقة الشعرية المتجدّدة التي تروي أحداثاً عاصرها بفاعلية، وعُني بها عنايةً أثيرة لديه، من أهمّها اهتمامه بإعداد الديوان الشعري للشاعر المعاصر له قبل ما يقارب القرن من الزمن الأستاذ محمد بن عبدالله بن عثيمين، حتى قال عنها شاهدهما المعاصر الأديب الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس في أثناء تناوله شخصية ابن عثيمين قائلاً «وإذا كنّا نعتز بابن عثيمين شاعراً نابغة ونموذجاً حيّاً يدلُّ على أنّ بلادنا ولود منجبة تلد العباقرة وتبرز الأفذاذ، فإنّنا نعتزّ كذلك بالأستاذ سعد بن عبدالعزيز بن رويشد، الذي وقف نفسه على إبراز ديوان هذا الشاعر، بعد أن جمع مادته وأعطاه من جهده ووقته الشيء الكثير، فطبعه، وأخرجه في أجمل حلية وأبدعها».