تتمتع أسواق الرس بشعبية كبيرة حيث تعتبر الوجهة الأولى لعدد من القرى المجاورة لمحافظة الرس والتي تفوق 1000 قرية ومركز حيث إنها تتمتع بتنوع الموارد التي تجعلها محل اهتمام المتسوقين دائماً. «الشرق» قامت بجولة على سوق الرس الشعبي واستطلعت آراء البائعين ومرتادي الأسواق بالرس. أحمد الحربي قال: إن أسواق الرس تعتبر وجهة قوية لكثير من أهالي المراكز والمدن والقرى التابعة للمحافظة حيث يعطي أملاً كبيراً لكثير من المستثمرين في التوجه إلى المحافظة، وأيضاً بتنوع منتجات البيع ما جعلنا نرى تطوراً ملحوظاً في المحافظة من الناحية التجارية، لكننا من جهة أخرى ضد التضخم في الأسعار الذي قد تشهده بعض الأسواق، والذي نعتبره جشعاً وطمعاً من التجار غير مبرر. وأبدى محمد السالمي ملاحظات على وزارة التجارة قائلاً: نتمنى من الوزارة الرقابة الصارمة على تضخم الأسعار الذي بات ملحوظاً بشكل كبير، حيث نجد اختلاف أسعار السلع من محل لآخر، ما يجعلنا نتساءل أين الجهات المعنية من ذلك؟. أما البائع محمد فهد فقد أخذ منحى آخر قائلاً: إن سوق الرس الشعبي القديم انتهى بوجود الأسواق الحديثة، ولا نعلم إلى أين ذهب سوقنا مهد ثقافتنا، ونحن مازلنا نبحث عن منقذ يعيد لنا ذلك السوق الذي كان في فترة من الفترات وجهة أولى لجميع الزائرين. وأردفت البائعة أم محمد قائلة إن السوق الشعبي هو المكان الأمثل لبضاعتها حيث إنها تبيع جميع أنواع الخرداوات القديمة التي تمثل موروثاً شعبياً أصيلاً يعتز به أبناء الرس وأبناء القرى المجاورة. وشدد جهز الحربي وهو أحد المرتادين لسوق الرس الشعبي القديم قائلاً إنه لابد من تخصيص أرض للسوق لكي يكون له مكان يعلمه الجميع حيث إن الأسواق الشعبية هي الوحيدة التي لا يستغني عنها المواطن السعودي مهما كان تطور الأسواق الحديثة، لأنها تعتبر الروح الأصلية للموروث الشعبي بجميع مناطق المملكة. واشتكى رائد الحربي من سوء الرقابة على السوق الشعبي حيث يباع به منتجات غذائية توضع تحت أشعة الشمس، وهي عرضة للتلف دون رقابة. كما أن السوق يقام على أرض مكشوفة بلا سفلتة، فلا نعلم من المسؤول عما يحدث في سوق الرس الشعبي من مخالفات وعشوائية. وأكد البائع حمد المدهش أحد أصحاب المحلات الشعبية بالسوق أن التغير في السوق الشعبي أثّر عليهم كثيراً، وقال: تغيّرت معالم السوق، وقلّت المداخيل التي كنا نجنيها سابقاً، مشيراً إلى وجود اختلاف مع تجول البائعين وانقسام الزبائن بين السوق المتنقل والسوق القديم. وأشار نايف القحطاني أحد رجال الأعمال في المحافظة إلى أن أسواق الرس تشكل حافزاً كبيراً للاستثمار فيها. مناشداً رجال الأعمال وأبناء المحافظة لاستثمار أموالهم بها، مبرراً ذلك بأنها مقبلة على تطور كبير. ونبّه إلى أن ارتفاع الأسعار لا يرضي الجميع، ولكن هنالك ارتفاع شامل وعام على الجميع في جميع مناطق المملكة وليس مبرراً لطمع التجار، ناصحاً إياهم بأخذ المكسب الحلال الذي يرضي الله، ولايثقل كاهل المواطن العادي. من جهته قال رئيس بلدية الرس المهندس صالح الصغير ل «الشرق»: نحن الآن نضع اللمسات الأخيرة لإنشاء سوق شعبي متكامل للأسر المنتجة في جميع المجالات الحرفية والفنية والملبوسات التراثية من نسائية ورجالية وسوف يعلن عنه قريباً. أما مدير فرع وزارة التجارة بالرس فقد امتنع عن الرد على تساؤلات المواطنين، وقال ل «الشرق»: اتصلو بوزارة التجارة حيث إنني لا أملك الصلاحية للرد. وقمنا على إثر ذلك بالتواصل مع وزراة التجارة بالرياض، وكررنا الاتصال عدة مرات بمكتب المتحدث الرسمي لكننا لم نتلق أي رد حتى لحظة إعداد التقرير للنشر.