تتواصل لليوم الثالث على التوالي، العمليات العسكرية في مناطق غرب الانبار، وكشفت مصادر برلمانية ل«الشرق» عن مساهمة نوعية للقوات الأمريكية في هذه العمليات عبر المعلومات الاستخبارية الجوية، مؤكدة نجاح المفاوضات الجانبية بين وفد سياسي من أحد أحزاب ائتلاف دولة القانون مع المعتصمين في محافظة الانبار تمثل في التهدئة الإعلامية ثم العمل على فتح أبواب المخيمات أمام التفتيش المفاجئ في أي لحظة تصل فيها القوات المخصصة لهذه المهمة. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي، قد قال «إن ساحات الاعتصامات أصبحت مقراً للإرهابيين، وطالب المعتصمين بالانسحاب من الساحات». ويعد استهداف وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي الفاشل فجر أمس من أبرز التحديات التي واجهتها هذه العمليات، وأعلنت وزارة الدفاع عن إصابة اثنين من حماية الوزير في محاولة اغتياله بانفجار عبوة ناسفة في الفلوجة في محافظة الانبار. وأوضحت المصادر ل «الشرق» أن فريقاً تنسيقياً من القيادة المركزية مرتبطاً بالسفارة الأمريكية في بغداد يقوم بتوفير المعلومات الاستخباراتية الجوية عبر طائرات الاستطلاع المسيرة عن بعد إضافة إلى معلومات طائرة الأواكس الاستطلاعية المتمركزة في قاعدة العديد الأمريكية في دولة قطر، مؤكدة أن عمليات الطائرات المسيرة عن بعد تجري بالتنسيق مع قيادة عمليات الأنبار في قاعدة البغدادي الجوية الأقرب إلى منطقة العمليات. وأشارت المصادر إلى أن هذه العمليات يمكن أن تتواصل لتطويق الخلايا الإرهابية في صحراء الانبار وصولاً إلى الحدود السورية الأردنية، منوهة إلى أن بعض العناصر الإرهابية أخذت تظهر في صحراء محافظة المثنى بعد أن تخلصت من عمليات التطويق. سياسياً أشارت المصادر إلى أن كثيراً المساجلات الإعلامية يمكن أن ينتهي حين تقوم القوات العراقية بإخضاع ساحات الاعتصام للتفتيش الروتيني، وأن ذلك أبرز ما تم الاتفاق عليه بين شخصيات قريبة من أحد مكونات ائتلاف دولة القانون وبين قيادات ساحات الاعتصام، مؤكدة أن الأمر نوقش بجدية لكن لم يتم التوصل إلى صيغة اتفاق حولها ينهي السجال الدائر حول وجود قيادات تنظيم القاعدة متخفين داخل ساحات الاعتصام. من جانبها، نفت اللجنة المنظمة لاعتصامات الأنبار وجود جماعات من تنظيم القاعدة وقياديها في ساحات الاعتصام، وأشار عضو اللجنة المنظمة للاعتصامات نواف المرعاوي في تصريح صحفي أمس إلى «أن ساحات الاعتصام في الأنبار وباقي المدن مشهود لها بالانضباط وبسلميتها وأن التصريحات الصحفية حول وجود عناصر من تنظيم القاعدة يراد بها التغطية على الفشل في المؤسسات الأمنية وكأن الخروقات الأمنية حصلت منذ نصب خيام المعتصمين وليس منذ أكثر من عشرة أعوام». وأضاف «أن ساحات الاعتصام سلمية وستبقى سلمية ولن نسمح لأي شخصية كانت أن تجعل هذه الساحات واجهة لتحقيق مكاسب سياسية أو تسييس ساحات الاعتصام أو إطلاق اتهامات باطلة. وبيَّن «أن اللجان التنسيقية المنظمة للاعتصامات تخضع لأوامر القوات الأمنية في حفظ الأمن من خلال تفتيش كل مَنْ يدخل مخيمات المعتصمين»، موضحاً أن«المرحلة الحالية تتطلب ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتنة التي تؤدي إلى توترات أمنية غير مبررة داعياً الحكومة إلى الاستجابة لمطالب المعتصمين إذ ما أرادت رفع الخيام وفض الاعتصامات». من جهته، دعا الشيخ حاتم علي السليمان أمير عشائر الدليم الأجهزة الأمنية إلى تفتيش ساحات اعتصام الرمادي «للتأكد من خلوها من الأسلحة».