كشفت مصادر سياسية عراقية عن تزايد حركة القوات العراقية لتطويق محافظة الأنبار من ثلاث جهات، فيما تضاربت مواقف قيادة عمليات الأنبار حول تخصيص مكافآت مالية للقبض على قيادات ساحة الاعتصام بتهمة تسهيل قتل الجنود الخمسة، في وقت دعت القائمة العراقية، رئيس الحكومة نوري المالكي إلى «عدم التهور وشن عملية عسكرية في محافظة الأنبار». وما زالت تداعيات الانتشار العسكري الكبير لتطويق الأنبار تتفاعل وسط أنباء غير مؤكدة عن اتفاق مجلس محافظة الأنبار مع قيادات الاعتصام بالموافقة على دخول القوات الأمنية ساحة الاعتصام والقبض على من يتهمونهم بتسهيل قتل الجنود الخمسة الذين قتلوا قرب الساحة. وتؤكد مصادر سياسية في الأنبار ل «الشرق» أن انتشاراً كبيراً لرجال جيش العشائر»العزة والكرامة» في أحياء الرمادي ومحيطها بعد اشتباكات شارع البو مهنا تحسباً لعودة القوات الحكومية بعد تراجعها بعد ظهر الأمس، مشيرة إلى تحليق ست طائرات عسكرية فوق ساحة اعتصام الرمادي، بعد أن واصلت القوات تحركها لتطويق مخارج المحافظة نحو الصحراء على طريق «كربلاء – الأخيضر – عين التمر – الرحالية – ناظم المجرة – الرمادي الصحراوي» ومن طريق «المسيب – جرف الصخر – الفلوجة – الحبانية»، إضافة إلى إنزال قوات «سوات» في قاعدة البغدادي غرب الأنبار لمنع أي تحرك نحو الحدود العراقية -السورية – الأردنية، وكانت إدارة المنافذ الحدودية العراقية أعلنت في وقت سابق من يوم أمس، أن منفذ طريبيل الذي يربط العراق والأردن تم إغلاقه بشكل كامل أمام حركة البضائع والمسافرين. وأكدت هذه المصادر، أن كلاً من وزير المالية المستقيل رافع العيساوي والنائب أحمد العلواني وسعيد اللافي حملوا السلاح استعداداُ لمجابهة القوات الحكومية في حال اقتحامها من قبل القوات الأمنية، منوّهة إلى أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذت من قبل قادة الاعتصام جاءت بعد تلقيهم معلومات مؤكدة عن نية رئيس الوزراء نوري المالكي باقتحام الاعتصام وفضه بالقوة العسكرية. وكانت حادثة مقتل الجنود الخمسة ولّدت ردود فعل كبيرة، إذ هدد رئيس الحكومة نوري المالكي في اليوم نفسه بعدم السكوت على ظاهرة قتل الجنود قرب ساحات التظاهر، داعيا المتظاهرين السلميين إلى «طرد المجرمين» الذين يستهدفون قوات الجيش والشرطة العراقية مطالباً علماء الدين وشيوخ العشائر ب»نبذ» القتلة. وتناقلت وسائل إعلام عراقية خبر إرسال 120 مركبة عسكرية من بغداد إلى الأنبار، وتأكد قادة الاعتصام في الرمادي أنها في طريقها لاقتحام ساحة الاعتصام، وأكد المتحدث الرسمي باسم معتصمي ساحة الرمادي عبد الرزاق الشمري، أن قادة الاعتصام في الرمادي تلقوا معلومات مؤكدة تفيد بنية الجيش «اقتحام ساحات اعتصام الرمادي». من جهته، دعا القيادي في القائمة العراقية حامد المطلك، أمس، المالكي ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي إلى عدم التهور وشن عملية عسكرية في محافظة الأنبار، وأكد أن الوضع العراقي لا يتحمل مزيداً من المشكلات، فيما شدد على ضرورة منع المظاهر المسلحة في ساحات الاعتصام.