بدأ البطل محسن آل إسماعيل ممارسة الرياضة وهو في سن مبكرة من بلدته العوامية، ولم تمنعه الإعاقة في قدميه منذ ولادته من أن يصبح بطلاً متميزاً في ألعاب القوى والسباحة وكرة السلة والغوص لذوي الاحتياجات الخاصة، التحق بالمنتخب السعودي لألعاب القوى بالصدفة، بعد أن شاهده مدرب جزائري في الشارع الرئيس لبلدته العوامية وهو يرافق عدداً آخر من اللاعبين، ليضمه إلى جمعية الدمام للمعاقين، وقد كان بوابته للالتحاق بالمنتخب، لتبدأ انطلاقته التي أوصلته إلى تحقيق إنجازات دولية، واحتكاره عدداً من البطولات المحلية، وهو يستعد حالياً للمشاركة في مسابقة البحث عن الكنز التي ستقام في أستراليا بعد ستة أشهر. تحدث آل اسماعيل عن بداية مسيرته الرياضية فأوضح أن الصدفة لعبت دوراً كبيراً فيها، حيث قال ل»الشرق»: بدأت بالصدفة قبل 14 عاماً عندما كنت بكرسيي الخاص على الشارع العام، وشاهدني المدرب الجزائري محمد فؤاد الذي كان ماراً ببلدة العوامية متجهاً إلى بلدة صفوى المجاورة لاصطحاب مجموعة من اللاعبين، فتوقف وعرض علي اللعب فوافقت، وبعدها بدأ بالتواصل مع أهلي، وأنا الآن في عمر 32 سنة أدين بالفضل الكبير لهذا المدرب الذي مازال معي حتى اليوم». وعن إنجازه الأول خلال مشواره الرياضي، أوضح آل إسماعيل: «حققت أول إنجاز على مستوى المملكة بعد عام واحد فقط من انضمامي للفريق في سباق 100 متر، والسبب في تأخر الإنجاز كان الكرسي الخاص بالسباق، لأنه لم يكن متوفراً بمقاسي، وكانت معاناة كبيرة بالنسبة لي، وفي السنة التالية بدأت أتأقلم مع الكرسي وحققت بطولة المملكة، وانضممت للمنتخب السعودي، وبدأت موهبتي بالصقل، لتقرر إدارة المنتخب إعطائي كرسياً خاصاً جديداً ومفصلاً، ومازال لدي منذ عشر سنوات وحتى الآن، وهو كرسي خاص بالتدريب، ولكنني أشارك به في السباقات. وتمنى آل إسماعيل توفير كرسي جديد حتى يواصل رحلة التألق والإنجازات، مؤكداً قدرته على مجاراة نجوم عالميين في بطولات عالمية متى ما توفر له كرسي بمواصفات خاصة. وأشار آل إسماعيل إلى أنه لم يحصر نفسه في رياضة معينة، بل يشارك في عدد من الألعاب ومنها كرة السلة، والسباحة التي أصبح المصنف الأول فيها على مستوى المملكة، وإضافة إلى أنه بطل ألعاب القوى، ولعبة الغوص في أعماق البحر التي بدأ ممارستها مؤخراً، مشيراً إلى أن أبرز إنجازاته على المستوى الدولي كانت حصوله على ميداليتين ذهبيتين وأخرى فضية في بطولة الخليج لسباق مسافات 400 و800م، إضافة إلى بطولات المملكة في لعبة السباحة، وبطل ألعاب القوى في سباقات المسافات الطويلة منذ أكثر من عشر سنوات. وكشف محسن آل إسماعيل أن رغبته في ممارسة الغوص بدأت منذ مدة طويلة، مبيناً أن عدم وجود اتحاد محلي للعبة جعله يبحث عن مدربين عبر الإنترنت، حيث خاطب أكثر من عشرة مدربين محليين، لكنهم رفضوا تدريبه فور علمهم بأنني معاق، وتابع: «في الأخير تواصلت مع مدرب بحريني اسمه سيد محمد علي، الذي التقى بي وتشجع، بل إنه تفاجأ برغبتي وإصراري، وثقتي في نفسي، وبدأ تدريبي خلال مدة قياسية وهي أربعة أيام فقط، التي يحصل عليها الشخص الطبيعي، وهو واضع في اعتباره حاجتي لثلاثة أسابيع حتى أتمكن من الغوص، وتغلبت على شخصين طبيعيين كانا معنا وفشلا في المهمة. وأبان أنه حصل على الرخصة الدولية في الغوص رخصة NAUI، لكن واجهته مشكلة من سلاح الحدود في إحدى المرات، حيث رفضوا السماح لي بالغوص بسبب أنني مقعد، وأضاف: «اتجهت للبحرين، ومارست الغوص، لدرجة أن المدرب لم يصدق أنني سأتمكن من الوصول إلى هذه المسافة، واحتضنني في عمق البحر لتهنئتي بهذا الإنجاز، بعدها غصت في بحر جيزانوجدة، وهما أفضل مكانين يمكن للاعب أن يستمتع بهما بسبب صفاء البحر بعكس الخليج العربي». وعن مشاركته في السباق الدولي للبحث عن الكنز في أعماق البحار، الذي سيقام في أستراليا، قال آل إسماعيل: «أبحث عن تحقيق إنجاز دولي أستطيع من خلاله رفع اسم الوطن في المحافل الدولية، وقد وجدت إعلاناً عن هذه المسابقة التي يشارك فيها عدد كبير من أبطال آسيا وربما العالم في الغوص، وهي لا علاقة لها بالاتحاد السعودي، لأنه لا يوجد اتحاد خاص بالغوص، ومتى ما تمكنت من الحصول على دعم مادي من أي جهة، سأبدا الإعداد للمشاركة، وأنا واثق من قدرتي على تحقيق إنجاز كبير للوطن، وللعلم فإن البطولات الخاصة مثل هذه تكون شهرتها أكبر». واشتكى آل إسماعيل من عدم توفر الدعم المالي للمشاركة في سباق البحث عن الكنز، موضحاً أنه يحتاج إلى معسكر خارجي لأنها بطولة على مستوى آسيا، وتحتاج إلى تدريب جيد، إضافة إلى ضرورة وجوده في أستراليا قبل البطولة بأسبوع على الأقل، لأنني قد أشارك في سباقات وألعاب أخرى في حال وجودي في مثل الماراثون، ملمحاً إلى أنه قد لا يتمكن من المشاركات في عديد من البطولات المقبلة بسبب ارتفاع تكلفة المشاركة فيها، مؤكداً أنه بحاجة إلى توفير كرسي خاص ومختلف للعبة سباقات ألعاب القوى لمجاراة أبطال العالم. وأكد آل إسماعيل أن مشاركته في سباق البحث عن الكنز ستكون على حسابه الخاص، منوهاً في الوقت نفسه بدعم المهندس محمد الفرج، كما ثمن مدير مكتب رعاية الشباب في الدمام فيصل العبدالهادي، تكفُّله بالبحث عن رعاة داعمين له في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة يتكفل بمشاركاته مع منتخبي السلة وألعاب القوى، مشيداً بشبكة القطيف الرياضية على مبادرتها بتكريمه والاحتفاء به.