يتطلع أهالي الجشة لإبراز قريتهم الوادعة، وإيجاد الخدمات الضرورية كالسفلتة والإنارة وغيرها، إلا أنهم يحرصون كل الحرص على موضوع يقولون إنه يقلقهم كثيراً وهو إيجاد مدخل لقريتهم بعد اعتماد الشارع الرئيس الذي يقطع الطريق للقرية، مؤكدين أن جميع القرى التي يمر عليها الشارع تم إنشاء دوار أو مدخل، بينما ظلوا هم يقطعون الطريق للذهاب إلى منازلهم يومياً بطريق عكسي ما يعرض حياتهم للخطر.. القرية التي تُعد بوابة لميناء العقير في السابق الذي أنشأته الدولة العثمانية، يبلغ عدد سكانها 11700 نسمة تقريباً، ويرى الأهالي أنها تستحق العناية والاهتمام لتبدو جميلة وحسناء كبقية مدن وقرى المحافظة. «الشرق» زارت القرية وجالت في أحيائها ورصدت معاناة الأهالي. أكد ل «الشرق» عمدة قرية الجشة بالأحساء فهد بن أحمد الخيال، أن الحي القديم يفتقر لمعلم الشارع الطبيعي حيث لا يوجد به سفلتة ولا إنارة ولا أرصفة. وقال: لم نأخذ من المسؤولين إلا الوعود، مبيناً أنهم طالبوا بوضع انترلوك في الشوارع الضيقة الداخلية في البلدة مثل القرى المجاورة ولكن دون جدوى، مؤملاً من إدارة بلدية الجفر الجديدة أن تساهم في حل هذه المعاناة. وأضاف الخيال: هناك بعض الانقاض والحشرات والزواحف منذ 4 سنوات في حي الديرة بالجشة، مشيراً إلى الضرر الكبير الناتج عنها. كما طالب بتجديد أسوار المقابر، حيث يبلغ ارتفاع الأسوار الحالية مابين 20 إلى 40 سم ما يجعلها سهلة القفز وإستخدامها من قبل ضعفاء النفوس لأغراضهم الخاصة. وأضاف كذلك فإن حديقة القرية تحتاج إلى سور أو سياج بسيط لكي يطمئن الأهالي على أطفالهم في حال وجودهم. وأوضح تيسير صالح البوعلي، أن الخدمات التي يعمل المقاولون على إنشائها ناقصة مثل الدوارات، وكذلك الممشى. مشيراً إلى أن السفلته الجديدة في بعض الطرق سيئة جداً، حيث نلاحظ تمايل المركبات، كما توجد بها حُفر صغيرة لاينتبه لها قائدو المركبات ما يؤدي لإحداث أضرار. وطالب المتحدث باسم اللجنة الأهلية بقرية الجشة أحمد دحيلان الدحيلان، بإنشاء دوار من وإلى الجشة (حاضرة العقير) حيث لايوجد حالياً أي مخرج من خط العقير إلى الجشة الذي يخدم في حال وجوده أكبر قريتين في القرى الشرقية (الجشة والطرف). وقال: يعلم الجميع أن التقاطع الحالي تتزايد فيه الحوادث بشكل لافت، مؤكداً أن هذا التقاطع الخطر يعُد الشريان الرئيس لمخرج حي إسكان الملك عبدالله. وأشار الدحيلان إلى أن حي الروضة يحتاج إلى سفلتة، كما ثبت اعتماد أول ترخيص في الحي للسفلته منذ مايقارب 25 سنة وإلى الآن يعيش الأهالي بالسفلته المؤقتة، أما حي المصلى القريب فأكثر شوارعه ترابية حتى الآن. مطالباً الاهتمام بهذه الأحياء وكذلك رفع الأنقاض من الحي القديم (الديرة) وإزالة المباني القديمة المهجورة. كما بيَّن عضو اللجنة الأهلية بالجشة حمد محمد النويبت، أن حي الروضة الذي أنشئ منذ ثلاثين عاماً يفتقر لجميع الخدمات الأساسية، مشيراً إلى أن الأرصفة والأشجار الموجودة أمام البيوت هي من عمل أصحابها. وقال: عشنا طوال السنوات الماضية محرومين من الصرف الصحي، ولم يدخل الحي إلا قبل ستة أشهر فقط، وقال: لقد دمرتنا مياه البيارات من حيث الروائح الكريهة والأوحال التي تسببها أمام منازلنا وفي كل الطرقات، فهي تشاركنا حياتنا اليومية وقال النويبت: الآن وبعد إدخال خدمة الصرف الصحي مازال الحفر مستمراً في الشوارع، وهي بلا أرصفه ولا أشجار. فنرى كل شيء غير مكتمل أما عن حي مصلى العيد فذكر النويبت أنه يفتقر إلى الأسفلت، مستغرباً عدم السفلتة رغم وجود خدمات البنية التحتية الأخرى خدمات الصرف الصحي والماء والكهرباء. وقال: من الواجب والحال هذه أن تكون السفلتة موجودة، مبيناً أن العمران في هذا الحي وصل الى 50% من منازل ومدرسة ومسجد وكذلك المستوصف الصحي للبلدة. مشيراً إلى أن أصحاب المنازل الجديدة يجدون صعوبة في تقدير ارتفاع منازلهم عن الشارع بسبب عدم وجود السفلتة، هل تكون مرتفعة أم منخفضة؟ فالأدراج التي يضعونها تعتمد اعتماداً كبيراً على حجم الإسفلت، لذا فهم يبنون على اجتهادهم، فيما بلدية الجفر صامتة لا تحرك ساكناً في سفلته مؤقتة لهذا الحي الثاني في البلدة من ناحية المساحة. واستغرب النويبت من عدم توفير مواقف للسيارات واستقطاع مساحة مخصصة لذلك في مدارس الأحياء، فهناك قرابة 50 سيارة ترتاد مدارس الأحياء في كل مدرسة، مؤكداً أن المدارس تكتظ بسيارات المدرسين وأولياء الأمور وسيارات النقل الخاصة، ما يؤدي إلى حدوث ازدحام مروري، وحوادث في الدخول والخروج. مطالباً إدارة التربية والتعليم في الأحساء بسرعة اتخاذ إجراءات بخصوص إنشاء مواقف للسيارات تساهم في حماية الأطفال وقائدي المركبات من هذا الاكتظاظ غير المبرر. وأشار النويبت إلى أن الجشية لايوجد لها مدخل ولا دوار للقادم من الهفوف. التي تعد مصدر رزق لغالبية الأهالي. وقال: منذ افتتاح الشارع المؤدي للقرية، أرغم قائدي المركبات الدخول للقرية من الطرق العكسية مخاطرين بأرواحهم، مؤكداً أن جميع القرى التي تستفيد من هذا الشارع لها دوارات مستقلة وآمنة باستثناء قرية الجشة. معللاً السبب بأن إدارة المواصلات ومن شاركهم هذا الخطأ الفادح لايستجيبون لطلب الأهالي الذي بلغ سنتين من الإلحاح، متنقلين بين إدارة المواصلات والبلديات والأمانه. وقال: نحن في متابعة والجميع يتقاذفون بنا مثل الكرة. متسائلاً: ما هذا التجاهل غير المبرر؟ من جهته أوضح ل «الشرق» المتحدث الإعلامي لأمانة الأحساء بدر بن فهد الشهاب أن الأمانة عمدت إلى وضع برامج وخطط مستمرة لتنفيذ المشاريع الخدمية والتطويرية، وبالنسبة لبلدة الجشة فقد شملتها تلك المشاريع من سفلتة وإنارة وإنشاء الأرصفة، كما تم إدراج رصف شوارع القرية الضيقة ضمن أولويات المشاريع التي ستُنفذ في الفترة القادمة. وفيما يخص أعمال النظافة العامة أكد الشهاب وجود برنامج لرفع النفايات للأحياء السكنية يتم بصفة يومية وبشكل منتظم، وقال: تم توزيع نشرات توعوية تحث المواطنين بضرورة إخراج النفايات من منازلهم قبل فترات تسبق الجولات الميدانية اليومية لآليات النظافة، إضافةً إلى برامج دورية لنزح مياه المجاري للأحياء والبلدات غير المخدومة بشبكة الصرف الصحي، مشيراً إلى وجود متابعة مستمرة من قبل بلدية الجفر لمتعهد النظافة في تنفيذ برنامجه اليومي لشفط مياه المجاري ورش المبيدات الحشرية ورفع النفايات.