رغم العمق التاريخي الذي تكونت منه بلدة الكلابية بالأحساء، التي ترجع أصولها إلى قبيلة بني عبدالقيس في مدينة جواثى الأثرية المشهورة، التي تبعد بضعة أمتار عن "الكلابية"، إن لم تكن ضلعاً في جسدها، إلا أنها بقيت تعاني لسنوات عديدة من انعدام مقومات الخدمات البلدية الأساسية. "الوطن" قامت بجولة في البلدة برفقة عمدتها خليفة الرشود وبعض الأهالي الذين حملت صدورهم الكثير من الهموم والمطالبات. في البداية، قال الرشود: طالبنا منذ سنوات بضرورة الإسراع ببدء إنشاء مبنى البلدية الذي يحمل مسمى "بلدية جواثى"، تيمناً بالمسجد العتيق الذي أقيمت فيه ثاني جمعة في الإسلام ولا يبعد عنا سوى أمتار، وهذا المبنى إن شيد فسيخدم قرى وبلدات مجاورة، ويكفي الأهالي عناء مراجعة بلديات بعيدة عنهم. وأضاف: قبل أكثر من عام بشرنا الأمين بالبدء في المبنى، ولكن مضت الأيام والليالي ولم يتحقق شيء. وأشار الرشود إلى وعود الأمين السابق بربط البلدة بالطريق الدائري، موضحا أنه" لو تم لاختصر علينا مسافات كثيرة إلى طريق الدمام وشاطئ العقير الذي يبعد عنا مسافة 70 كلم"، معتبراً أن أغلب الشوارع تحتاج إلى إعادة سفلتة، لأنها متهالكة ومضت عليها عدة عقود. فيما كشف المواطن فهد بوحصة عن معاناة الأهالي من طفح مياه الصرف الصحي المجاورة لمدرسة جواثى الابتدائية والأحياء التي تفتقر للشبكة أصلاً، فهناك المستنقعات والبعوض على مدار الساعة، الأمر الذي يسبب معاناة شديدة للطلاب الذين يعبرون على هذا الموقع يومياً. وقال إن هذه المياه أدت إلى انعدام الشوارع من هذا الطفح، الذي يشكل خطراً على صغار السن قبل الكبار. وذكر بوحصة أن أحياء البلدة القديمة تفتقر للرصف والتشجير والإنارة والحدائق، رغم أن الأمانة أقرت إنشاء حديقتين لتوفر الأراضي هناك، ولم يتم شيء من ذلك، مؤكدا أنهم يتعللون بعدم توفر مياه للري. وأضاف أن البلدة يسكنها قرابة العشرة آلاف نسمة، ولا توجد بها حديقة واحدة يتخذها الأهالي متنفساً لأبنائهم، موضحاً أن حي الجربوع يفتقر إلى الإنارة والصرف الصحي والسفلتة، كما هو الحال مع شارع القصر الأثري المسمى "قصر أم قنيص". وفي ذات السياق، أشار المواطن نافع البويت إلى تدهور المقبرة الوحيدة في البلدة، وتساوي سورها بالأرض تماماً من الجهة الشرقية، مما أدى إلى تراكم النفايات والأوساخ فيها، مؤكدا في الوقت نفسه أنها غير مستوية ورملية وشيئاً فشيئاً ستدفنها الرمال القادمة من الشمال. كما طالب الأهالي بسفلتة بعض الطرق الداخلية، وإيصال الصرف الصحي لمغسلتها وإنارتها. وأكد البويت أن الأمانة لم تبنِ مغسلة للموتى وإنما تم ذلك بجهود المتبرعين. وقال إن سورها غار في الرمال، فأصبحت الكلاب تطأ قبور المسلمين وتعبث بها، وتتخذ منها جحوراً لها. وأوضح البويت أن مكب النفايات يقع شمال البلدة ومجاور لها، ويعمد عمال النظافة إلى حرق الأوساخ وتحديداً إطارات السيارات بغية الحصول على أسلاك الحديد منها وبيعها خردةً، ومع اشتعال النيرات تحمل الرياح الشمالية الدخان السام إلى الأهالي، وسبق أن وقف أعضاء المجلس البلدي على الموقع ولكنهم لم يحركوا ساكناً. من جانبه، أكد عضو المجلس البلدي في الدائرة السادسة -التي تقع من ضمنها بلدة الكلابية- عبدالرحمن السبيعي ل"الوطن" أن جميع مطالب البلدة تم الرفع بها إلى أمانة الأحساء عن طريق المجلس، معربا عن أسفه لأن الأمانة لم تحرك ساكناً في هذا الموضوع، بل خيبت الآمال والتطلعات. وقال إنه تم رصد 3.5 ملايين ريال ميزانية لمبنى البلدية منذ فترة طويلة، ومرت السنوات والأرض ما زالت بورا، ولم يوضع فيها حجر واحد، وكذلك مشروع ربط الكلابية بالطريق الدائري الشرقي باتجاه طريق العقير بطول 8 كلم، لم يتحقق منه شيء مع الوعود التي أطلقتها الأمانة سابقاً. وقال السبيعي "إن ما نخشاه أن ينتهي هذا العام الذي قارب نصفه على الانتهاء وميزانية المليار لا تطال القرى والبلدات"، معربا عن عدم رضاه عن المجلس البلدي الذي لا يسمع صوته وهو ينقل معاناة الأهالي ومطالبهم.