لا تبعد بلدة الجشة ( شرق الأحساء) عن الخليج العربي سوى 50 كلم، وهي أولى البلدات التي تشرق عليها الشمس هناك، ومع مكانتها التاريخية التي تمثلت في كونها بوابة عبور القوافل القادمة من شاطئ العقير التاريخي قبل عدة قرون، إلا أنها تظل تعاني من ضعف في الخدمات البلدية. "الوطن" تجولت في البلدة، والتقت أهاليها بين الأحياء القديمة والجديدة، حيث بين أحمد السعد، أحد سكان البلدة، أن ثمة خدمات تحتاجها بلدتهم، وهي من الضرورة بمكان. وذكر معاناة حي الروضة الذي يقبع على مياه الصرف الصحي. وهو من الأحياء الجديدة، ولكنه بدأ يتهالك شيئاً فشيئاً، بسبب انعدام السفلتة التي تغرق بمياه المجاري. وهذه الحالة لا تطال أضرارها الجماد فقط، بل الإنسان الساكن في الحي أولاً، فانتشار البعوض والروائح الكريهة يشكل أوبئة وأمراضا ترهق أهل الحي وزائريهم، موضحاً أنه تمت مخاطبة فرع الجهات المسؤولة، ولكن الاستجابة بطيئة. وذكر السعد أن البنية التحتية لأحياء الجشة القديمة تحتاج إلى إعادة تأهيل وتطوير، وسط ما تضمه هذه الأحياء من أتربة ونفايات وانعدام السفلتة التي مضى عليها أكثر من 3عقود. وأكد أنهم وعدوا من قبل بلدية الجفر، ولكن حتى الآن لم ينفذ شيء بخصوص الرصف أو السفلتة. وطالب نائب رئيس جمعية الجشة، سلمان الخلف، المسؤولين بزيارة شارع الجمعية، وشارع نادي الروضة، والوقوف عملياً على حالتهما، لكونهما مدخلين مهمين للبلدة، وتجميلهما يعطي واجهة حضارية وجمالية، على العكس تماماً من الإهمال فيهما، وكذلك الشارع المؤدي من البلدة إلى شاطئ العقير، منوهاً إلى ضرورة إعادة تسوير المقبرة، فهي شبه مكشوفة تماماً بعدما تم ترفيع الشارع المجاور لها، وصار السور منخفضاً بصورة خطيرة على الأطفال وغيرهم. وذكر عمدة الجشة، فهد الخيال، أن الأهالي وضعوا مطالبهم من أجل تطوير بلدتهم على طاولة أكثر من مسؤول، ومنها تخصيص أراضٍ لذوي الدخل المحدود، وتسوية المخطط رقم 258 الواقع في الجهة الشرقية، فالأهالي يملكون صكوكاً ولا يسمح لهم بالبناء هناك حتى الآن بسبب عدم تسوية أراضيه المرتفعة، ويوجد به نحو ألف قطعة من شأنها خدمة النمو السكاني والطلب على البناء، فالسكان تجاوز عددهم 13ألف نسمة، وهم بحاجة إلى وحدات سكنية. وأكد الخيال أن هناك مباني قديمة آيلة للسقوط، ومنها مدرسة البنين القديمة المهجورة، فمنذ سنوات توقفت الدراسة فيها بسبب عدم صلاحيتها، ولم تتم إزالتها حتى الآن، وأصبحت ملجأً للزواحف والقطط والحشرات، ومنها تخرج الحيوانات الضارة وإليها تعود، وتشكل خطراً على الأطفال بالدخول فيها. "الوطن" تواصلت مع عضو المجلس البلدي للدائرة الخامسة، الذي تقع البلدة ضمن اختصاصه في الأحساء، علي السلطان، ونقلت له ملاحظات الأهالي، وأفاد بأن "سفلتة حي الروضة مرتبطة بإنهاء مشروع الصرف الصحي فيه، والمقاول بدأ في توصيل الشبكة شيئاً فشيئاً. وأما إعادة سفلتة الأحياء القديمة في الجشة فقد تم الرفع بها مع عدة بلدات بالتعاون مع البلديات الثلاث وهي العمران والجفر والعيون". وأضاف: ونأمل من هذه البلديات سرعة التجاوب مع اللجنة المنبثقة من المجلس البلدي بخصوص تطوير القرى.