أيتها الواقفة خَلف الباب، مُتأملة أن يكونَ خلفه طارق، تأكدي مِن كون الباب لَيس بِمغلق، فَلا تعود الرسائل وَالهدايا تَصلُ إليكِ، كَما انتبهي مِن تركه مُشرعاً بِالكامل، فَتضرك الرياح القادمة.. عزيزتي لاَ تقفي طَويلاً أمام الأطلال وَالنوافذ، فَالأزهار التي تَنظرين إليها خارج المنزل لَن تُهديكِ شيئاً مِن شذاها.. وَإنك لَن تجدي يوماً طيب العطرِ وَبهرجة الألوان إلا فِي تلك الأزهار التي تَفتحت بَين يَديكِ حتى ملأتِ بِها جُعبتك.. تلك الأزهار التي سَقيتِ الإخلاص بِذورها فَأصبحت فِي كل ورقة تَنشد باسمك.. تلك الأزهار التي تَقف أمامك اليوم تُطالبك كَما كُل عام فِي الثالث عشر من ديسمبر بِأن تُحصي أوراقها مِن جديد، فَهل مِن زيادة أو نَقص؟ لِكل فَرد مِنا يومٌ لم يَكن لِيختاره، وَاختيرَ أن يستقبل الحياة وَتكون أول دقائق ساعته فِيه.. قَد يكون 13 ديسمبر هو اليوم الذي أهداه الله لِي، لِأقف عنده أضع فِيه بَعض الإنجازات وَاشطبُ فِيه بَعض الخيبات، وأمسكَ بِالرصاص راسمة خططا جديدة أعملُ بِها فِي العام القادم.. أنتم أيضاً كذلك لكم مِثل هذا اليوم! فَفي أي يوم هو ذكرى مولدك؟ يوم مولدك هو اليوم الذي يَجب أن لاَ تنساه أو تتناساه.. فهو اليوم الذي جاء لِيكرمك، لِيهبك المحبة، يعطيك فُرصة الحياة، ويخبرك كَم أنك تَستحق التقدير وَالاحترام! فَفي كُل عام تَقفلُ طريق، لِتضع قدمك على خطوط مَطارات قادمة وَرحلات مُختلفة، تُعزز فِيها ذاتك وترسم وجودك.. رحلات قَد تسقطُ بَعض تذاكرها، وَترتفع تذاكرها الأخرى! وَيبقى التحليق مُستمراً بَين تلك السَماء أو فوق هذهِ الغيوم.. فِي يوم مَولدك لاَ تقف عِند الباب مُنتظراً مِن أحدهم أن يذكُرك، بَل حرّك مِقبض الباب وَانطلق وَأخبرهم بِوجودك.. {كُل ذكرى مولد وصاحبها بِخير، كُل عام وأنا بخير بِمحبتكم التي تُحيط بِي عائلتي الكريمة وأصدقائي الأعزاء، كُل عام وَالنصرُ حَليف الجميع}.