الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الأصيل
الأنباء السعودية
الأولى
البطولة
البلاد
التميز
الجزيرة
الحياة
الخرج اليوم
الداير
الرأي
الرياض
الشرق
الطائف
المدينة
المواطن
الندوة
الوطن
الوكاد
الوئام
اليوم
إخبارية عفيف
أزد
أملج
أنباؤكم
تواصل
جازان نيوز
ذات الخبر
سبق
سبورت السعودية
سعودي عاجل
شبرقة
شرق
شمس
صوت حائل
عاجل
عكاظ
عناوين
عناية
مسارات
مكة الآن
نجران نيوز
وكالة الأنباء السعودية
موضوع
كاتب
منطقة
Sauress
رابطة العالم الإسلامي تعزي تركيا في ضحايا الحريق بمنتجع بولاية بولو
«التجارة»: 19% نمو سجلات «المعلومات والاتصالات»
الخطيب: المملكة تستثمر 500 مليار دولار لتطوير وجهات سياحية جديدة
وزير الدفاع بالإدارة السورية الجديدة: نعمل لمنع اندلاع حرب أهلية
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تعقد ورشة عمل عن أسس ترميم المخطوطات والوثائق
وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يلتقي المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة
وزير العدل يلتقي السفير الصيني لدى المملكة
حسام بن سعود: التطوير لمنظومة العمل يحقق التطلعات
آل الشيخ: خطبة الجمعة للتحذير من ظاهرة انتشار مدعي تعبير الرؤى في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي
محافظ الأحساء يُدشّن وجهة "الورود" أحدث وجهات NHC العمرانية في المحافظة
جناح مبادرة "Saudi House" يعرّف زوار "دافوس" بمنجزات المملكة ويعقد جلسات متنوعة
السعودية تحقق رقماً قياسياً جديداً في عدد صفقات الاستثمار الجريء وتحافظ على صدارتها الإقليمية
أقل من 1% تفصل الذهب عن قمته التاريخية
من «دافوس».. «الجبير» يبحث التعاون المشترك مع البيرو والأمم المتحدة
بدء أعمال المرحلة الثانية من مشروع تطوير الواجهة البحرية لبحيرة الأربعين
نائب أمير الشرقية يستقبل مدير جوازات المنطقة بمناسبة تعيينه
اعتقالات وحواجز أمنية وتفجيرات.. جرائم إسرائيل تتصاعد في «جنين»
الأمير محمد بن ناصر يدشن المجمع الأكاديمي الشرقي بجامعة جازان
إحباط تهريب 352275 قرصاً من مادة الإمفيتامين المخدر في تبوك
محافظ الخرج يستقبل مدير مكافحة المخدرات
أمير الشرقية يكرم الداعمين لسباق الشرقية الدولي السادس والعشرين للجري
أنغولا تعلن 32 حالة وفاة بسبب الكوليرا
تكريم 850 طالبًا وطالبة بتعليم الطائف
جامعة حائل تستضيف بطولة ألعاب القوى للجامعات
توقيع شراكة بين جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل وجمعية هجر الفلكية
500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة
إلى رقم 47 استمتع بها.. ترامب يكشف عن رسالة بايدن «الملهمة
صندوق الاستثمارات العامة وشركة "علم" يوقّعان اتفاقية لاستحواذ "علم" على شركة "ثقة"
كعب «العميد» عالٍ على «الليث»
فرصة هطول أمطار رعدية على عدة مناطق
الاتحاد والشباب.. «كلاسيكو نار»
وفاة مريضة.. نسي الأطباء ضمادة في بطنها
انخفاض في وفيات الإنفلونزا الموسمية.. والمنومون ب«العناية» 84 حالة
سكان جنوب المدينة ل «عكاظ»: «المطبّات» تقلقنا
محافظ الخرج يزور مهرجان المحافظة الأول للتمور والقهوة السعودية
وزير الخارجية من دافوس: علينا تجنّب أي حرب جديدة في المنطقة
10 % من قيمة عين الوقف للمبلّغين عن «المجهولة والمعطلة»
المكاتب الفنية في محاكم الاستئناف.. ركيزة أساسية لتفعيل القضاء المؤسسي
إنستغرام ترفع الحد الأقصى لمقاطع الفيديو
قطة تتقدم باستقالة صاحبتها" أون لاين"
علي خضران القرني سيرة حياة حافلة بالعطاء
إيجابية الإلكتروني
شيطان الشعر
وفد "الشورى" يستعرض دور المجلس في التنمية الوطنية
كوليبالي: الفوز ب«عرض كبير» هدفنا
وفاة الأمير عبدالعزيز بن مشعل بن عبدالعزيز آل سعود
ولي العهد يرأس جلسة مجلس الوزراء
كيف تتخلص من التفكير الزائد
عقار يحقق نتائج واعدة بعلاج الإنفلونزا
خطة أمن الحج والعمرة.. رسالة عالمية مفادها السعودية العظمى
بيتٍ قديمٍ وباب مبلي وذايب
تأملات عن بابل الجديدة
"رسمياً" .. البرازيلي "كايو" هلالي
الدبلوماسي الهولندي مارسيل يتحدث مع العريفي عن دور المستشرقين
متلازمة بهجت.. اضطراب المناعة الذاتية
في جولة "أسبوع الأساطير".. الرياض يكرّم لاعبه السابق "الطائفي"
مفوض الإفتاء في جازان: المخدرات هي السرطان الذي يهدد صلابة نسيجنا الاجتماعي
برئاسة نائب أمير مكة.. لجنة الحج تستعرض مشاريع المشاعر المقدسة
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
يانيس ريتسوس سيد البساطة الماكرة ...والخفية عن العين
وترجمة رفعت سلام
نشر في
الحياة
يوم 17 - 05 - 2009
في أيار (مايو) الجاري، تمر مئة عام على ميلاد يانيس ريتسوس، شاعر اليونان الأشهر بحكم عدد الطبعات في لغته، وعدد الترجمات على مستوى لغات العالم، وتأثيره الفادح في الشعرية العربية الراهنة.
تجربة فريدة، خادعة البساطة، مترامية الأطراف، لا تحيط بها دراسة، أو ترجمة (أكثر من مئة عمل شعري). سمتها الجوهرية تعدد الأبعاد والأشكال والأعماق. هو تعدد التآريخ والجغرافيات والأساطير والأزمنة والأصوات الضاربة في أعماق الوجود الإنساني. كأنه أراد اكتشاف واختصار جوهر الوجود الإنساني، في التاريخ وخارجه. هو حضور الإنسان - بكل أشكاله وفاعليته - في الوجود: وقائع تاريخية، وشخصيات أسطورية، وأصوات معاصرة، وفانتازيات، وأحلام، وغناء ومخاطبات.
تعددية فرضت - على تجربته الشعرية الشاسعة - تعددية مقابلة، مكافئة، وربما غير مسبوقة، في الأشكال الشعرية. تعددية تستغرق المونولوج، والحواريات، وأشكال السرد المختلفة، وتكوين المشهد، والمخاطبة، والبوح، والغنائية الوجودية. ولكل منها بنيتها ولغتها وإيقاعها العام. لكل منها حضورها المكتمل، المستقل أحيانًا، وأحيانًا المتضافر مع شكل آخر أو أشكال أخرى. وذلك يعني أن ما انكب عليه المترجمون العرب من قصائده قد لا يقدم إلاَّ بُعداً - أو شكلاً - واحدًا، من تجربته.
هكذا، تتراوح قصيدته بين أقل عدد من السطور (سطرين أو ثلاثة) إلى حوالى العشرين صفحة أو ما يزيد، دون أن تختل الكثافة الشعرية، أو تترهل. ففي جميع الحالات، لا زوائد أو ارتخاء في الإيقاع العام الذي يشد بنية القصيدة. لا رطانة، أو فائض إنشائية. هي - بالضبط - القصيدة.
وثمة ولعٌ خاص بالتفاصيل؛ تفاصيل العالم والوجود لا الذات، الأنا الشخصية؛ تفاصيل الشخوص وإيماءاتهم الحميمة، العابرة. فالعالم، الآخر أو الأخرى، هي مركز القصيدة، فيما تلعب «الأنا» - فحسب - دور الراصد والراوي، دون إقحام نفسها في القصيدة؛ دون أن تصبح مركز القصيدة والعالم. فالتفاصيل هي الأداة التي تحقق له «تجسيد التجريد»، بلا تأمل ذهني أو استغراق في أفكار مجردة، من أجل اكتشاف الطبقات التحتية المتراكبة للوجود الإنساني المركَّب. هي التفاصيل البسيطة، العادية، اليومية، إلى حد السِّريَّة، لكن تراتبها - داخل النص، وصيرورتها العميقة - هي، بالتحديد، ما يفجر الشعرية من النثرية، والدلالة الكونية من البساطة.
بساطة خادعة، ماكرة، لأن أعماقها خفية عن العين العابرة، المتعجلة، غير المتأملة في بنية النص الشعري، فلا تمتلك منها سوى السطح الذي يبدو عاديًّا؛ سطح كل جملة على حدة، دون قدرة على اكتشاف الأعمق، الأرهف، الأجمل.
قارة شعرية لا تزال دائماً بحاجة إلى مزيد من الاكتشافات، بالترجمة البصيرة، والتأمل الرهيف، للإحاطة بتخومها الأساسية، وأشجارها الوارفة المزدهرة التي بهرت شاعراً بحجم وقامة إيلوار، لدى اطلاعه على مختارات من قصائده للمرة الأولى.
وفيما يلي، نقدم ترجمة كاملة لنص مكتمل، احتفاءً بذكرى ميلاده المئة.
تَلمِيحَات
1970 – 1971
فِي جَيْبِكَ الْخَاوِي قِطْعَةُ عُمْلَةٍ قَدِيمَة، مَنْسِيَّة-
لَمْسَتُكَ تَتَعَرَّفُ عَلَى نَحْوٍ أَعْمَى عَلَى أَعْضَاءِ الإِلَهِ الْعَارِيَة.
*
الشَّجَرَةُ، وَالتِّمْثَالُ، وَالْحَدِيقَةُ، وَالْمَرْأَةُ الْعَجُوز-
فِيمَا تُؤْمِنُ بِدَيْمُومَةِ الْكَلِمَاتِ، فِيمَا تَمْضِي
خَارِجَ الزَّمَنِ، خَارِجَ مَدْخَلِ الْقَصِيدَة.
*
يَبْتَسِمُ رَجُلٌ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ فِي الظَّلاَم،
رُبَّمَا لأَنَّه يَسْتَطِيعُ الرُّؤْيَةَ فِي الظَّلاَم،
رُبَّمَا لأَنَّه يَسْتَطِيعُ رُؤْيَةَ الظَّلاَم.
*
دَعْكَ مِنَ التَّفْسِيرَات - فَمَا قِيمَتُهَا؟ فَهيَ، عَلَى الْعَكْسِ،
تُؤَدِّي إِلَى تَشْوِيشٍ أَكْبَرَ لِلأَشْيَاء - طَالَمَا أَنَّكَ تَعْرِفُ أَنَّ الشِّعْر،
الْعَارِي، وَالْمُتَوَاضِعَ وَالْمُتَكَبِّرَ، لَيْسَ أَكْثَرَ مِن
التَّحْقِيقَ الْمُدْهِشَ لِمَا يَسْتَعْصِي عَلَى التَّفْسِير.
*
قَطَعَت الْفَتَاةُ غُصْنَ صَفْصَاف، بَعِيدًا
وَتَشَمَّمَت أَصَابِعَهَا - حَرَكُتُهَا هَذِه
كَانَت إِسْقَاطًا لِلزَّمَنِ دَاخِلَ الْعَبِير.
*
وَرَاءَ أَزْهَارِ عَبَّادِ الشَّمْسِ الْكَبِيرَةِ، كَانَ الْجِدَار،
وَرَاءَ الْجِدَارِ، الطَّرِيق - لاَ يُمْكِنُ رُؤْيَتُه أَبَدًا.
ثُمَّ الْمَنَازِلُ، وَالأَشْجَارُ، وَالتِّلاَلُ، وَالْجَرَائِم. فِي الظَّهِيرَة
يَذْهَبُ عُمَّالُ وَرْشَةِ الأَخْشَابِ إِلَى هُنَاكَ لِيَبُولُوا.
فِي اللَّيْلِ يَخْرُجُ الْمَوْتَى لِيَطْلُوا الْجِدَار.
*
لاَ تَحُم حَوْلَ الْمَوْضُوع، فَلْتَتَكَلَّم بِفَظَاظَةٍ، بَل بِلُهَاث،
(التَّضْمِينَاتُ وَالْمَحْذُوفَاتُ الْجَمِيلَةُ - يَقُول - هِيَ مِنْ أَجْلِ اللَّيَاقَة)-
فَحَتَّى تَهْشِيمُ الْقَصِيدَةِ قَد يُوَلِّدُ قَصِيدَة.
*
فَلْتَتْرُكِ الْحَرْبَةَ دَائِمًا فِي رُكْنِ الْغُرْفَة،
وَلْتَتْرُكِ الدِّرْعَ مَقْلُوبًا لِيَمْتَلِئَ بِالْمَاء
فَقَد تَأتِي الطُّيُورُ لِتَشْرَبَ وَأَنْتَ تَنْظُرُ عَبْرَ زُجَاجِ النَّافِذَة،
وَأَنْتَ تُشَاهِدُ الأَرَانِبَ تَمْضُغُ أَوْرَاقَ الْكُرُوم
بِصَرِيرِ ذَيْلِ طَائِرَةٍ وَرَقِيَّةٍ وَهوَ يَغُوصُ فِي الزُّرْقَة.
*
مَعْنَى الْفَنِّ - قَالَ - قَد يَتِمُّ الْعُثُورُ عَلَيْه
فِيمَا تَمَّ حَذْفُه، عَن قَصْدٍ أَو غَيْرِ قَصْد،
شَأنَ تِلْكَ السِّكِّينِ الْوَامِضَةِ الْمَخْفِيَّةِ تَمَامًا فِي السَّلَّة
تَحْتَ الْعِنَبِ الأَحْمَرَ، الذَّهَبِيِّ، الأُرْجُوَانِي.
*
أَيًّا كَانَ مَا تُرَاكِمُه فِي صُنْدُوقِكَ فَهوَ يَتَّخِذُ طَرِيقَ الْمَوْت.
أَيًّا كَانَ مَا تَهبُه فَهوَ يَتَّخِذُ طَرِيقَ الْحَيَاة. الأَعْمَى الْعَجُوز
يَتَعَرَّفُ عَلَى الْعُمْلاَتِ الْمُزَيَّفَةِ بِاللَّمْس. يَلْمَسُ بِأَصَابِعِه
كُلَّ شَيْءٍ أَمَامَ عَيْنَيْهِ، يُسَمِّيهَا وَاحِدًا وَاحِدًا،
وَلاَ يَهمُّ كَم تُخْفِي فِي الرُّكْنِ أَو وَرَاءَ السِّتَارَة.
*
يَزْدَادُونَ ابْتِعَادًا، الْوَاحِدُ عَنِ الآخَر؛ لَم يَعُودُوا يُؤْمِنُونَ بِالْبَرَاءَةِ؛ لَم يَعُودُوا يُؤْمِنُون
بِالأَفْكَارِ، بِالْكَلِمَاتِ، بِالزُّهُور. وَهُم يَنْفَصِلُون
كَانَ كُلٌّ مِنهُم يَبْدُو أَنَّه يَحْمِلُ جَبَلَه عَلَى ظَهْرِه.
*
لاَ تَسَل كَم سَيَسْتَمِرُّ ذَلِك - لَن يَسْتَمِر؛ الآخَرُونَ يَتَّخِذُونَ الْقَرَارَات.
فَلْتَقْلِبِ الْمِنْضَدَةَ رَأسًا عَلَى عَقِب؛ فَلْتُطْفِئ الْمِصْبَاح.
الْمِرْآةُ مَلِيئَةٌ بِثُقُوبِ الرَّصَاص. لاَ تَنْظُر إِلَى الدَّاخِل.
سَأَنْظُر - قَالَ الآخَرُ - خِلاَلَ هَذِهِ الثُّقُوب.
كُلَّ مَرَّةٍ أَرَى وَجْهِيَ الْمَسْرُوقَ مِنْ جَدِيدٍ، لَم يُمَس.
*
السَّفِينَةُ رَحَلَت. الأَضْوَاءُ ذَوَت. عَلَى رَصِيفِ الْمِينَاء
ظَلَّت الأَكْيَاسُ الْمُمْتِلَئَةُ بِالدِّينَامِيتِ مُكَدَّسَةً فِي صُفُوف.
وَفِي الْمَيْدَانِ الْعَامِ، أَمْسَكَ التِّمْثَالُ بِالثِّقَاب.
*
طُوَالَ وَقْتٍ مَا أَنْهَكَ الْكَلِمَات. وَمَعَ ذَلِك،
فَهوَ دَائِمًا يَنْتَظِر، وَمِصْبَاحُهُ مُضَاء،
خَشْيَةَ أَنْ يَلْتَقِي مُصَادَفَةً بِالْقَصِيدَةِ فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْل.
*
دَائِمًا مَا يُرَاقِبُ التِّرمُومِتر عَلَى الْحَائِط.
حَسْبَ الدَّرَجَاتِ، يَزْدَادُ سُخُونَةً أَو بُرُودَة.
وَعِنْدَمَا انْكَسَرَ التِّرْمُومِتْرَ ذَاتَ يَوْمٍ، ارْتَبَك -
لَم يَعُد يَدْرِي مَتَى يُدْفِئُ نَفْسَه أَو يَبْتَرِد.
قَطَرَاتُ الزِّئْبَقِ انْسَابَت عَلَى الأَرْضِيَّة
مَعَ حُرِّيَّةٍ مُبَدَّدَةٍ، غَيْرِ مَقْبُولَةٍ، مُرْعِبَة.
*
يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَ التِّمْثَالَ التِّذْكَارِيَّ لِضُفْدَعَةٍ صَغِيرَة -
لاَ الضُّفْدَعَةَ نَفْسَهَا - إِنَّهَا النُّعُومَةُ مَا يُرِيد،
الْمِيكَانِيكِيَّةُ الْمُرَكَّبَةُ لِلْقَفَزَاتِ الْوِرَاثِيَّة
فِي الْحَدِيقَةِ الْمَرْوِيَّةِ فِي اللَّيْلِ تَحْتَ الدُّبَّيْن
لَحْظَةَ أَن كَانَت هِيلِين تَخْلَعُ ثِيَابَهَا خَلْفَ الْبَابِ الزُّجَاجِي.
*
سَأُغَادِر ُ- يَقُولُ - أَصْوَاتَ السُّوقِ، وَالثَّلاَّجَاتِ، وَالسِّلاَل،
الْمُنْتَجَاتِ الْمُتَنَوِّعَةَ، التَّافِهَةَ، وَالإِعْلاَنَاتِ الْجَدِيدَة؛
سَأَذْهَبُ إِلَى الْمَنْزِلِ، أُغْلِقُ الْبَابَ، أَجْلِسُ فِي مِقْعَدِي،
أَبْرِي سِنَّ قَلَمِي الرَّصَاصِ بِأَدَبٍ، بِعِنَايَةٍ، وَأَصْرُخ.
*
شَرِيحَةُ بَطِّيخٍ أَحْمَرَ فِي الطَّبَق.
الْكِتَابُ الَّذِي أَعَرْتَه لِي كَانَ جَمِيلاً.
أُفَكِّرُ الآنَ فِي كِتَابَةِ قَصِيدَة.
فِيهَا، لَن يَتَحَادَثَ سِوَى الطُّيُور.
*
كُلُّ مُعْتَقَدٍ - يَقُول ُ- إِمَّا سَذَاجَةٌ أَو جُبْنٌ أَو ذَرِيعَةٌ مَاكِرَة.
أُدَخِّنُ سِيجَارَتِي بِسَكِينَةٍ تَحْتَ أَنْفِ الْمَوْت؛
أُزَرِّرُ قَمِيصِي أَو أَفْتَحُه؛ أُغَادِرُ أَوَّلاً
قَبْلَ أَن يَتَمَكَّنُوا مِنْ مُطَالَبَتِي بِالْمُغَادَرَةِ أَو طَرْدِي.
فِي اللَّيْلِ أَجْلِسُ نُقْطَةً مَيِّتَةً فِي الْفَرَاغِ، أَعْقِدُ ذِرَاعَيَّ،
أَتَظَاهَرُ بِأَنِّي جُثَّتِي أَمَامَ الْمِرْآةِ وَأَمْضِي لأَنَام.
*
طُوَالَ أَيَّامٍ بِلاَ انْقِطَاعٍ تَتَلَمَّسُ يَدُه فِي جَيْبِه
عِظَامَ الْخَدِّ النَّاتِئَةَ لِلْفَرَاغ. ثُمَّ فَجْأَةً
يُخْرِجُ دُمْيَةً عَمْيَاءَ، يُضِيفُ لَهَا عَيْنَيْن،
وَيُعْطِيهَا لابْنَةِ مُتَعَهِّدِ الأَشْيَاءِ الْمُسْتَعْمَلَة.
تُعَرِّيهَا بِاسْتِمْتَاعٍ، وَتُخْرِجُ عَيْنَيْهَا مِنْ جَدِيد.
*
كَانَ الشِّعْرُ مِنْ جَدِيدٍ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَعَ حُدُوسٍ بِاحْتِمَالاَتٍ مُعْجِزَة. كَانَت خُطَى
الْمَرْأَةِ الآثِمَةِ الْجَمِيلَةِ الَّتِي تُلاَزِمُ الْجِدَار،
وَحَفِيفُ ثَوْبِهَا أَعْلَى الزَّعْرُورِ الْكَبِيرِ فِي حَقْلِ الْكِلاَب؛
أَضِيئَت رَائِحَةُ إِبِطَيْهَا فَجْأَةً بِمِصْبَاحِ الشَّارِعِ فِي مَيْدَانِ الْمَدِينَة
لَحْظَةَ أَن كَانَت يَدُ الْمَوْتِ تَخْتَبِئُ خَلْفَ هَذَا الْمِصْبَاحِ بِالذَّات.
*
لاَ يَهُمُّ كَم يَكُونُ الْمَرْءُ وَحِيدًا فِي خَوْفِهِ وَأَلَمِه،
مَعَ الطَّحَالِبِ وَزُجَاجِ النَّوَافِذِ، مَعَ ظِلاَلٍ مَجْهُولَةٍ عَلى السَّقْفِ الْوَاطِئ،
الخَطُّ الأَحْمَرُ لِنَارِكَ مِنْ الْفُرْجَة تَحْتَ الْبَاب
يُخْبِرُنَا مِنْ جَدِيدٍ عَن أَبْجَدِيَّة الْحَيَاةِ، التَّلاَحُمِ، وَالامْتِيَازِ، وَالْكِبْرِيَاء،
اللَّحْظَةِ الْجَمِيلَةِ عِنْدَمَا تُغَادِرُ الْمَنْزِلَ وَتَلْتَقِي بِشَجَرَة،
عِنْدَمَا تُصْبِحُ وَرَقَةَ شَجَرٍ وَسْطَ الأَوْرَاق، فِي نَفْسِ الأُغْنِيَة،
يَا أَنْتَ الَّذِي تَنْبَثِقُ مِنَ التَّمَاثِيلِ وَأَشْجَارِ السِّرْوِ الطَّوِيلَة.
*
فِي الْحَقْلِ الْمُقْفِرِ نُحْرِقُ ظِلاَلَنَا فِي اللَّيْل.
تَوَهَّجَت النَّار. وَسْطَ اللَّهِيب
انْتَصَبَ عُكَّازٌ ضَخْمٌ نَحْوَ السَّمَاء
مِثْلَ نَجْمَةِ الدَّيْنُونَة.
أَسْفَلَ ذَلِكَ السُّلَّم
هَبَطَ الْمَلاَكُ الْمُحْتَرِقُ، مُحْتَضِنًا جَنَاحَيْهِ إِلَى قَلْبِهِ كَفَتَاتَيْن مَيِّتَتَيْن.
*
سُئِلُوا عَن رَغْبَتِهِم الأَخِيرَة.
«حَقَائِبُ وَرَقِيَّة»، قَالُوا. جِيءَ لَهُم بِهَا.
نَفَخُوهَا، اسْتَدَارُوا،
فَجَّرُوهَا عَلَى الْجِدَارِ، وَسَقَطُوا.
*
مُنْذُ أَن عَرِفَ أَنَّهُم يُرَاقِبُونَه مِنَ النَّافِذَة،
كَيْفَ يُمْكِنُ لَه أَن يَتَحَرَّكَ بِبَسَاطَةٍ، بِجَمَال؟
أُرِيدُ مَعْرِفَةَ مِيكَانِيكِيَّةِ هَذِهِ الْبَسَاطَة.
أُغْلِقُ الْمَصَارِيعَ، أَنْظُرُ إِلَى نَفْسِي فِي الْمِرْآة.
يُحْبِطُنِي ثُقْبٌ فِي جَبِينِي.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
أبلغ عن إشهار غير لائق