الحسد أول خطايا الإنسان وأدومها.. نار تأكل صاحبها قبل غيره.. لكنه ككل نار عمياء لاتفرق بين الأخضر واليابس ومهما ترو الأخضر بالحياة فنار الحسد تمس رواءه ونضارته من قبل الحاسد الذي لو توقف برهة وتذكر أن مقاليد الأمور بيد الله؛ لارتاح وهدأ وأراح من شره وناره. لايخلو جسد من حسد كما قال ابن تيمية ولكن الكريم يكتمه ويلجمه ثم ينيب، واللئيم يدفعه حسده إلى تحويل الشعور إلى عداء لايقف عند تمني الضرر بل إلحاقه والسعي لإيذاء المحسود بأي شكل، ولو علم الحاسد أي فضل ساقه الله للمحسود من حسده لامتنع وتوقف، فبضدها تتميز الأشياء.. ولله در الشاعر حين يقول: وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود الحسد نار لا يكون إلا على الأرض فلا حسد في السماء ولا سمو لحاسد.. ولادناءة لمتسامح، ولو اشتغل الحاسد على نفسه قدر انشغاله بالمحسود لأنجز وتألق. وحاز قصب السبق وتفوق، الحسد وحش لايقتله إلا الإيمان نبضة قلب: ماذا أقول لحاسد قد شانه أن الرقي على الصعاب وسامي أنا ما اقترفت جناية بتطلعي كلا ولا أسرفت في أحلامي إني سعيت إلى العلا بعزيمتي وخطبت ود المجد بالإقدام