يقول المثل الصيني الحسد فرن في صدر الحاسد يحمله ليحرق به نفسه وسبق هذا المثل وبنفس المفهوم قول المتنبي: دع الحسود وما يلقاه من كمد يكفيك منه لهيب النار في كبده والحسد أعاذنا الله واياكم منه وجد في السماء والأرض ففي السماء حينما حسد ابليس آدم عليه السلام لأن الله خلقه من طين وخلقه هو من نار.. فالحسد مرتبط بابليس عليه لعنة الله. والشيء الذي يثير شفقتك تجاه الحاسد انه يقف مكانه والناس من حوله تتقدم وتتطور وهو قابع في مكانه لا يستطيع ان يصل الى ما وصل اليه الآخرون فيبقى متألماً بداء الحسد فيحسد هذا ويغتاب هذا وعيناه لا ترى شيئاً جميلاً فكل ما تراه سواداً لسوء الداء الذي أعياه علاجه او كما يقول المتنبي: سوى وجع الحساد داء فإنه إذا حل في قلب فليس يزول وعلى كل ذي نعمة محسود أن لا يلقي لمثل هؤلاء المرضى بالاً.. وانما عليهم ان يستمروا في نجاحاتهم ولا يلتفتوا إليهم بل يدعو لهم بالشفاء لأنهم فعلاً يستحقون الدعاء فمرضهم قاتل أو كما قال الحكيم العربي: ( لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله). وبطبيعة الحال فلا يحسد إلا من له مكانة ووزن.. أما من هم في مؤخرة الصفوف.. ولا يعرف عنهم شيئاً فليسوا من اهتمامات الحساد.. وكما يقول الشاعر: إن العرانين تلقاها محسدة ولا ترى للئيم القوم حسادا وكيف لا يحسد امرؤ علم له على كل هامة قدم وعلينا أن نشفق على الحساد بالاحسان اليهم فهذا أفضل أسلوب لتأديبهم وتأنيبهم أو كما قال الامام علي بن أبي طالب رضى الله عنه. (عذب حسادك بالاحسان إليهم) وعلينا أن نتذكر قول عمارة بن عقيل: ما ضرني حسد اللئام ولم يزل ذو الفضل يحسد ذو النقصان يابؤس قوم ليس جرم عدوهم إلا تتابع نعمة الرحمن اللهم انا نعوذ بك من كل شر حاسد إذا حسد. آخر السطور: قيل لأرسطو: مابال الحسود أشد غماً؟. قال (لأنه أخذ نصيبه من هموم الدنيا ويضاف إلى ذلك غمه لسرور الناس).