سيطر مقاتلو المعارضة السورية المسلحة أمس الجمعة بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية ذات الغالبية المسيحية في منطقة القلمون شمال دمشق حيث أحرز النظام خلال الأيام الفائتة تقدما كبيرا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان والائتلاف السوري المعارض. وقال المرصد السوري في بريدٍ إلكتروني «تمكن مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة من فرض سيطرتهم بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية التي تعتبر من أهم معاقل النظام في القلمون». وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن قوات النظام لا تزال موجودة في مشفى المدينة وعلى تلة صغيرة عند أطراف المدينة بالقرب من طريق حمص دمشق العام. وأكد الائتلاف في بيانٍ له سيطرة الجيش الحر على المدينة، وقال: «بعد معارك عنيفة استمرت أياما عدة، تمكنت كتائب الجيش الحر في ريف دمشق من تحرير مدينة دير عطية»، مشيرا إلى أن ذلك «إنجاز يثبت كذب روايات النظام وترويجه لانتصارات وهمية». لكن مصدرا أمنيا سوريا نفى السيطرة على دير عطية، لافتاً إلى أن «إرهابيين فروا من قارة لجأوا إلى مبان عند أطراف المدينة، ويتولى الجيش معالجة المسألة». وكان مقاتلو المعارضة دخلوا المدينة الأربعاء الماضي غداة انسحابهم من بلدة قارة القريبة التي تمكن النظام من السيطرة عليها. ومنذ 15 نوفمبر، تنفذ قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني ومقاتلين عراقيين هجمات في القلمون في استراتيجية تهدف إلى «قضم» منطقة وراء منطقة، بحسب ما يقول خبراء. ونزح من قارة آلاف السوريين إلى دير عطية وإلى بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع ريف دمشق. وأشار المرصد إلى أن الطيران الحربي السوري نفذ أمس 16 غارة على مناطق في القلمون أوقعت قتلى وجرحى. وتعتبر منطقة القلمون استراتيجية بالنسبة إلى النظام لأنها تقع إلى جانب الطريق الدولي الذي يربط حمص ودمشق والذي يسعى النظام إلى إبقائه مفتوحا، كما تؤكد دمشق أنها تشكل قاعدة يتم تهريب السلاح والمسلحين إليها من لبنان، وبالتالي تريد قطع هذا الطريق على المجموعات المسلحة التي تقاتل ضدها.