استمرت المواجهات بين قوات نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة على جانبي الطريق السريع بين دمشق وحمص في وسط البلاد بعدما سيطر «الجيش الحر» على مدينة دير عطية في القلمون، في وقت شن الطيران الحربي عشرات الغارات الجوية على قرى القلمون. وفيما استمرت المواجهات بين قوات النظام والميليشيات من جهة، والمعارضة من جهة ثانية، جنوبدمشق. سقط حوالى 25 شخصاً بين قتيل وجريح بقصف في حلب. وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض: «بعد معارك عنيفة استمرت أياماً عدة تمكنت كتائب الجيش الحر في ريف دمشق من تحرير مدينة دير عطية الواقعة في منطقة القلمون بريف دمشق، على الطريق الدولي الواصل بين العاصمة ومحافظة حمص. وتمكنت كتائب الجيش الحر من دخول المدينة وتحريرها بالكامل، وهو إنجاز يُثبت كذب روايات النظام وترويجه لانتصارات وهمية لرفع معنويات شبيحته». وكانت قوات النظام سيطرت على مدينة قارة في القلمون، غير أن مقاتلي المعارضة شنّوا هجوماً مضاداً قابلته قوات النظام بقصف مدفعي وغارات على مناطق مختلفة في مناطق القلمون. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «إن الطيران الحربي شن أكثر من 16 غارة جوية على منطقة القلمون (حتى ظهر أمس). كما قصفت القوات النظامية مناطق في مدن الزبداني ودير عطية». وفيما أشار «المرصد» إلى أن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و «النصرة» سيطروا في «شكل شبه كامل على مدينة دير عطية التي تعتبر من أهم معاقل النظام في القلمون»، قال «الائتلاف» إن «الجيش الحر» سيطر «في شكل كامل» على المدينة التي تضم واحدة من أكبر الجامعات الخاصة في سورية وعدداً كبيراً من المسؤولين السوريين. ونوّه ب «بطولات الجيش الحر والتزامه الكامل بمبادئ الثورة ودفاعه عن المدنيين في كل أنحاء البلاد، ويؤكد بأن الثورة السورية ماضية قدماً بعزيمة أبنائها حتى إسقاط النظام وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والمساواة». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن رداً على سؤال لوكالة «فرانس برس» أن قوات النظام لا تزال موجودة في مستشفى المدينة وعلى تلة صغيرة عند أطراف المدينة بالقرب من طريق حمص - دمشق العام. ونفى مصدر أمني سوري رداً على سؤال ل «فرانس برس» السيطرة على دير عطية، مشيراً إلى أن «إرهابيين فروا من قارة لجأوا إلى مبانٍ عند أطراف المدينة، ويتولى الجيش معالجة المسألة». وكان مقاتلو المعارضة دخلوا هذه المدينة الرئيسة الأربعاء غداة انسحابهم من بلدة قارة القريبة التي تمكن النظام من السيطرة عليها. ومنذ منتصف الشهر الجاري، تنفذ قوات النظام مدعومة من «حزب الله» اللبناني ومقاتلين شيعة عراقيين هجمات في القلمون في استراتيجية تهدف إلى «قضم» منطقة وراء منطقة، وفق ما يقول خبراء. إلى ذلك، أشار «المرصد» إلى استمرار المواجهات أمس في مدينة النبك المجاورة لدير عطية بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى على طريق دمشق - حمص الدولي مع ورود «أنباء عن إعطاب آليات عدة للقوات النظامية وخسائر بشرية في صفوفها». وفي دمشق، قالت «الهيئة العامة للثورة السورية»: «إن قوات النظام قصفت بالمدفعية أحياء برزة والقابون في الطرف الشمالي للعاصمة مع اندلاع اشتباكات عنيفة على أطراف حي القابون بين الجيش الحر وقوات النظام ومحاولات عدة من أجل اقتحام الحي»، مشيرة إلى قصف النظام ب «المدفعية وراجمات الصواريخ معضمية الشام وداريا وخان الشيح في جنوب غربي دمشق مع حصول اشتباكات عنيفة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة مدينة زملكا في الغوطة الشرقية». وقال «المرصد»: «إن عدداً من قذائف هاون سقط على منطقة القصاع وحي القصور في العاصمة»، لافتاً إلى أن «مواجهات عنيفة دارت بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات سورية وأجنبية من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة من طرف آخر على جبهة البيرقدار في بلدة ببيلا وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وفي شمال البلاد، قال «المرصد»: «إن المواجهات استمرت أمس بين القوات النظامية مدعمة بضباط من «حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني من طرف ومقاتلي «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية» وكتائب إسلامية مقاتلة في محيط مبنى المواصلات قرب بلدة النقارين في حلب، ما أدى إلى إعطاب دبابة للقوات النظامية وخسائر بشرية في صفوف الطرفين. كما قصف الطيران الحربي المدينة الصناعية في الشيخ نجار» في حلب. وأشارت «الهيئة العامة للثورة» إلى سقوط خمسة قتلى و18 جريحاً بينهم 8 أطفال في «مجزرة نتيجة قصف عنيف استهدف مدينة الباب في ريف حلب، أثناء خروج المصلين من المساجد في جمعة أطلق عليها ناشطون اسم «دم الشهيد يوحدنا»، حيث شن الطيران الحربي أربع غارات أعقبها بقصف براجمات الصواريخ لليوم الرابع على التوالي في إطار حملة عسكرية واسعة على المنطقة بعد تقدم قوات النظام وسيطرتها على مناطق عدة في المدينة». وفي شمال شرقي البلاد، قال «المرصد»: «إن الطيران الحربي قصف حي الحويقة في دير الزور ترافق مواجهات «بين مقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة من جهة ومسلحي عشائر مبايعة للدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة أخرى في منطقة آبار النفط وأنباء عن سيطرة جبهة النصرة على عدد من الآبار في المنطقة». وكان مقاتلو عدد من العشائر المدعومة من «داعش» سيطروا على معمل غاز كانت «النصرة» قد سيطرت عليه.