حث مشرعون أمريكيون كبار حكومة الرئيس باراك أوباما الثلاثاء على اتخاذ موقف أكثر تشدداً في المفاوضات مع إيران بشأن طموحاتها النووية قائلين إنه يجب على طهران تقليص برنامجها النووي قبل أي تخفيف للعقوبات الاقتصادية. ووقّع الأعضاء الديمقراطيون في مجلس الشيوخ تشارلز شومر، وروبرتمننديز، وبوب كيسي وكذلك الأعضاء الجمهوريون جون مكين، وليند سايجراهام، وسوزان كولينز الرسالة الموجهة إلى وزير الخارجية جون كيري التي أذيعت قبل يوم من عقد الجولة الثالثة من المفاوضات في جنيف بين إيران والقوى العالمية الست. وحاولت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس أوباما التهوين من أثر تخفيف محدود للعقوبات الاقتصادية بموجب اتفاق نووي يجري التفاوض بشأنه مع إيران. وقالت رايس لشبكة تليفزيون «سي.إن.إن» إن قيمة الأصول الإيرانية التي سيفرج عنها بموجب الاتفاق تقل عن عشرة مليارات دولار. وقالت«إننا نتحدث عن مبلغ متواضع». وعبر أعضاء مجلس الشيوخ عن تأييدهم المفاوضات لكنهم حثوا على عدم قبول أي اتفاق يرفع العقوبات الاقتصادية دون أن يلغي أيضاً ما حققته إيران من تقدم نحو اكتساب قدرات لصنع أسلحة نووية. ومن ناحية أخرى، قال ستة أعضاء آخرون في مجلس الشيوخ كلهم جمهوريون، ومنهم ميتش مكونيل زعيم الحزب في المجلس إنهم قدموا اقتراحاً لفرض مجموعة جديدة من العقوبات على إيران كتعديل لمشروع قانون للمخصصات الدفاعية يجري دراسته في المجلس. ولم يتضح على الفور إلى أي مدى سيصل التعديل -الذي يهدد به المتشددون بشأن إيران منذ أسابيع- في المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون. ونشر زعماء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أيضاً رسالة يوم الثلاثاء تعبر عن القلق بشأن ما تردد من أنباء عن اتفاق مع إيران. وقالوا في رسالتهم إنهم قلقون من الأنباء التي تفيد بأن الاتفاق قد لا يفعل ما فيه الكفاية لمنع إيران من مواصلة التقدم نحو اكتساب قدرات الأسلحة النووية. وفي طهران قال علي خامنئي أمس إن بلاده لن تتراجع «قيد أنملة» عن حقوقها النووية. يأتي ذلك في اليوم الذي تبدأ فيه إيران جولة جديدة من المحادثات مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي. وقال خامنئي إنه لن يتدخل مباشرة في المحادثات التي تجري في جنيف وإن كان قد حدد «خطوطاً حمراء» لفريق التفاوض الإيراني. ومضى يقول إن المسؤولين الفرنسيين «لا يرضخون للولايات المتحدة وحسب وإنما يركعون أمام النظام الإسرائيلي.» وأضاف أن إيران «ستوجه للمعتدين صفعة لن ينسوها أبداً» دون أن يذكر دولة بعينها. وتسعى القوى العالمية لإبرام اتفاق مبدئي للحد من أنشطة البرنامج النووي الإيراني خلال محادثات استؤنفت في جنيف أمس لإنهاء نزاع طويل وتجنب اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط. واقتربت الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من الحصول على تنازلات من إيران بشأن حجم أنشطتها النووية مقابل تخفيف بعض العقوبات وذلك خلال مفاوضات جرت في المدينة السويسرية بين السابع والتاسع من نوفمبر. ومنذ ذلك الحين، قال مسؤولون كبار من الدول الست إنه أخيراً يمكن التوصل إلى اتفاق مؤقت بشأن خطوات لبناء الثقة للبدء في إنهاء عشرسنوات من الشكوك والعداء بين الغرب وإيران. لكن دبلوماسيين ينبهون إلى أن الخلافات لا تزال قائمة ويمكن أن تعرقل التوصل إلى اتفاق خلال المحادثات التي تستمر حتى يوم غد الجمعة. وقال دبلوماسي «هناك فرصة جيدة. هناك أمل في أن يدرك الإيرانيون أنه اتفاق جيد ويقبلونه».