حث أعضاء في الكونغرس الأميركي الرئيس باراك أوباما الاثنين على الإبقاء على موقف متشدد من العقوبات المفروضة على إيران وذلك قبل يوم من استئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي بين طهران والقوى العالمية. وكان الكونغرس بوجه عام أكثر تشدداً بشأن إيران من حكومة أوباما وسعى إلى فرض عقوبات اقتصادية أكثر تشدداً بسبب البرنامج النووي لطهران. ودعا ديمقراطيون وجمهوريون أوباما الاثنين إلى الاستمرار في انتهاج موقف متشدد ولكن مسؤولا في الحكومة الأميركية عبر عن إمكانية تخفيف العقوبات على وجه السرعة إذا اتخذت طهران خطوات ملموسة. وتبدأ اليوم الثلاثاء في جنيف محادثات بشأن برنامج إيران النووي وستكون أول مفاوضات منذ انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني في حزيران/يونيو . ويقول الرئيس الإيراني المعتدل نسبيا انه يرغب في تحسين علاقات إيران مع الغرب لرفع العقوبات التي اعاقت اقتصاد بلاده القائم على النفط. ووافق مجلس النواب بأغلبية ساحقة على فرض عقوبات جديدة أكثر تشددا في يوليو تموز. ووافقت اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ على تأجيل هذه العقوبات إلى ما بعد انتهاء مفاوضات جنيف وذلك استجابة لندءات من حكومة اوباما. وفي رسالة إلى أوباما قال عشرة من أعضاء مجلس الشيوخ الاميركي الاثنين إنهم على استعداد للموافقة على تعليق تنفيذ عقوبات جديدة اذا اتخذت طهران خطوات ملموسة لإبطاء وتيرة برنامجها النووي. وقال أعضاء مجلس الشيوخ العشرة -وهم ستة ديمقراطيين وأربعة جمهوريين- في رسالتهم انهم يريدون تعاونا كاملا من إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والالتزام بتعهداتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي وتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة ببرنامجها النووي بما في ذلك التعليق الفوري لجميع انشطة تخصيب اليورانيوم. وقالوا "اذا اتخذت الحكومة الإيرانية هذه الخطوات بطريقة تتسم بالشفافية ويمكن التحقق منها فنحن مستعدون مقابل خطوات إيران الصادقة لتعليق تطبيق الجولة التالية من العقوبات التي يدرسها الكونجرس حالياً". وأكدوا مجددا ان "التهديد العسكري الجدي" ما زال مطروحا وانه يجب الاستمرار في تنفيذ العقوبات الحالية بتدقيق. وقال العشرة إنه يتعين على الولاياتالمتحدة والدول الكبرى الأخرى أن تبحث اتفاقا مبدئيا يقوم على "التعليق مقابل التعليق" توقف إيران بموجبه تخصيب اليورانيوم على ان توقف واشنطن تنفيذ عقوبات جديدة. ولكن ليس من المتوقع أن تعرض إيران تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم خلال المحادثات. وقال أعضاء مجلس الشيوخ انهم يؤيدون المفاوضات لكنهم يريدون أن تتخذ إيران اجراءات لبناء الثقة قبل ان يؤيدوا تعليق مجموعة جديدة من العقوبات الأكثر صرامة قيد البحث حاليا في الكونغرس. ومن بين اعضاء مجلس الشيوخ الموقعين على الرسالة الديمقراطيان روبرت مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس وتشارلز شومر ثالث أرفع عضو ديمقراطي في المجلس والجمهوريان جون مكين ولينزي جراهام وهما من اكثر الاصوات الجمهورية تأثيرا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. واتخذ بعض كبار المشرعين موقفا أكثر تشددا. وبعث رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب برسالة منفصلة إلى اوباما يحثه فيها على التفاوض "متحليا بأقصى درجات الحذر". وقال النائب إد رويس في رسالته انه يجب على واشنطن أن تفرض عقوبات جديدة لتكسب مزيدا من القدرة على التأثير على إيران. وحث بوب كوركر كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أوباما أيضا على مواصلة انتهاج موقف متشدد. وقال في بيان أذيع قبيل المحادثات بين ايران والقوى الغربية "بوسع الكونغرس القيام بدور بناء بفرض شروط متشددة على ايران قبل تنفيذ أي تخفيف للعقوبات." وتعتقد الدول الغربية ان برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني يهدف إلى اكتساب القدرة على صنع اسلحة نووية. وتنفي إيران الاتهام قائلة انها لا تريد سوى توليد الكهرباء واجراء ابحاث طبية.